للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° أما صِلتُه بالخواجة "أحمد الدين" وتأثُّرُه بأفكارِه، فتبدو واضحةً في ترجمتِه كتابَ الخواجة "معجزة قرآن" إلى اللغة العربية، ونَشْرِه بين البلاد العربية، كما أنَّ "الحافظ" سار في موضوعِ "الإِرث" على نَهجِ الخواجة، فأخرج كتابه "محجوب الإرث" نَقْدًا لقواعِدِ الميراث المُجْمَعِ عليها بين المسلمين، كما أنَّ لِفِكْرِ "الحافظ" نصيبًا وافرًا في صَبغِ الأفكار الاشتراكية بالإِسلام، كتحويلِ مِلْكِيَّةِ الأرضِ إلى الدولة، واختراعِ مَنصبِ "مركز المِلَّة" لِيَحُلَّ مَحَلَّ "مجلس التشريع الحاكم" عند الاشتراكيين.

° يقول هذا المأفونُ في مَدحِ الاتحاد السوفيتي ما نصُّه: "إن المِلَّةَ الرُّوسيةَ جَدَّدتِ العملَ الإِسلاميَّ الذي وُجِد في العهود السابقة، بل أجودَ منه، إذْ أطاحت بالرأسماليين ومُلاَّكِ الأرضِ وأصحابِ الإماراتِ الصغيرة، وهذا معنى "لا" من كلمة "لا إله إلاَّ الله"، وهي أولُ لَبِنَةٍ في الإِسلام، وهذا العمل هو عَينُ الامتثالِ لمبدأِ الشهادتين" (١).

ومما لا يَسَعُ الباحثَ إنكارُه أنَّ "الحافظ أسلم" هو الرجلُ الثاني بعد "بَرويز" (٢) الذي نَبَغَ من حيث التأليف، وقام بالنشر لأفكارِ القرآنيين، وتُوفِّي في مارس ١٩٥٥ م ولَحِقَ بربِّه ليلقَى جزاءَ أعمالِه.

* غلام أحمد بَرْويز، عَدُّو السُّنَّة اللَّدُود:

هو غلام أحمد برويز بنُ فضلِ دين، وُلِد في ٩ يوليو ١٩٠٣ م، في بلدة "بَتَالة" القريبة من "قاديان" بالبِنْجاب الشرقية في الهند.


(١) "نوادرات" (ص ١١٥) للحافظ أسلم.
(٢) برويز هو تلميذ الحافظ أسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>