للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصحابَه، ثم جاء الخبرُ إلى أبي بكر - رضي الله عنه -".

° وقيل: "وصل الخبرُ بذلك صبيحةَ دَفْنِ النبي - صلى الله عليه وسلم -".

* لَقِيطُ بنُ مالكٍ الأَسَديُّ .. مُدَّعي النبوَّة:

بعد وفاةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - نبَغَ في أهل "عُمان" رجلٌ يقال له: "ذو التاج - لَقيطُ بنُ مالكٍ الأَسَدَيُّ"، وكان يُسامِي في الجاهلية "الجَلَندي" مَلِكَ عُمان (١)، فادَّعى النبوة، وتابَعَه الجَهَلةُ مِن أهل عمان، فتَغلَّب عليها، وقَهَر "جَيْفرًا وعَبَّادَا ابني الجَلَندي" (٢)، وألجأهما إلى أطرافِها من نواحي الجبالِ والبحرِ، فبَعَث "جيفر" إلى الصِّدِّيق، فأخبَرَه الخبر -واستجاشه-، فبعث إليه الصِّدِّيقُ بأميرَينِ هما "حذيفةُ بنُ مِحصَنٍ الحِمْيَريُّ " و"عَرْفَجةُ البارقي" من الأزد -حذيفةُ إلى عُمان، وعَرْفجةُ إلى مُهْرة -، وأمَرَهما أن يَجتمعَا ويتَّفِقَا ويبتدئا بعمان، وحذيفةُ هو الأمير، فإذا سارا إلى بلادِ مُهْرة، فعَرفجةُ الأمير، وأَمَر الصديقُ "عكرمةَ بنَ أبي جهل" أن يَلحقَ بحذيفةَ وعَرفجةَ إلى عُمان، وكلٌّ منكم أمير على جيشِه، وحذيفةُ -ما دمتم بعمان- فهو أميرُ الناس، فإذا فرغتم، فاذهبوا إلى مُهْرة، فإذا فرغتم منها، فاذهبْ إلى اليمن وحَضْرَمَوْتَ، فكن مع "المهاجرِ بنِ أبي أُميَّة"، ومَن لَقِيتَهُ منَ المُرتدَّةِ بين عُمانَ إلى حَضْرَمَوْتَ، فنَكِّلْ به.

فسار عكرمةُ لمَا أَمَره الصِّديقُ، فلَحِقَ بحذيفةَ وعَرْفجةَ قبل أن يَصِلَا إلى عُمان، وقد كَتب إليهما الصِّديقُ أن ينتهيا إلى رَأيِ عكرمةَ بعد الفراغ منَ السَّيرِ من عُمان -أو المُقام بها-، فساروا، فلمَّا أقتربوا من عمانَ راسلوا


(١) "البداية والنهاية" (٦/ ٣٣٤).
(٢) "البداية والنهاية" (٦/ ٣٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>