عليه تعيينَ الجزئياتِ من القرآنِ الكريم، غيرَ أن "برويز" يُخَوِّلُ تعيينَ الجزئياتِ إلى مركز "المِلَّة" فالرجلانِ متَّفقانِ في المبدأِ والغاية، غيرَ أنهما اختَلَفا في السبيِل الموصِّلِ إليها، فكلاهما ادَّعى كمالَ الدينِ في القرآنِ وعدمَ التسليم لغيرِه في الحُجَّةِ والبرهان، واختلفا في تعيينِ هذا الكمالِ، فيَرى "عبد الله" كمالَه لشُمولِه جزئيَّات الدين، ويرى "برويز" كمالَه وشموله بذِكرِ الأصولِ وتركِ الجزئيات إلى مركزِ المِلَّة، وبذا يكونُ قد وَصَلا إلى الغاية المنشودةِ، وهي إلغاءُ السُّنةِ من مصادِر التشريعِ في الإِسلام.
* يقول "برويز" في ذلك ما نَصُّه: "وإنا نرى "عبدَ اللهِ جكرالوي" كان سَليمَ النيَّةِ، اكتوى بنارِ ما أُصيب به الإِسلامُ في هذا القَرنِ من الفِرَقِ المتعدِّدة، فانتَحَل عِلاجَ هذه المُعضِلةِ، فنادى بجمع المسلمينَ على القرآن الكريم، وإلى هذا الحدِّ كان سليمَ الممشى صحيحَ المَسْلَك، غيرَ أنه تقدَّم فوَقَعَ في اللَّبْسِ حين قال: إنَّ العمل على الإِسلام ليس بحاجةٍ إلى غيرِ ما في القرآن"(١).
وُيعتبر "برويز" أكثرَ القرآنيِّين تأليفًا، بل هو مؤلِّفُ الحركةِ القاديانية، وقد زادت مؤلَّفاتُه على ثلاثين مُؤَلَّفًا.
* موقفُ العلماءِ من أفكاره:
أصبحت مدينة "لاهور" مدينة إقبال منذ عام ١٩٥٨ م مقرًّا دائمًا لدعوةِ "طلوع إسلام"، لكنَّ العلماءَ كانوا لها بالمرصاد، إذ جَعَل مولانا "المودودي""لاهور" نفسَها مقرًّا للجماعةِ الإِسلامية، وسَلَّط أضواءً مستفيضةً على دَعوة "برويز"، وحَذَّر الناسَ مِنِ اتِّباعِها وعواقِبِها الوخيمةِ