بهاتيك الدعوةِ العظيمة، التي جَعَلَتْه من أسطع أنوارِ الإنسانية، وهو في قتالِه الشَّركَ والعاداتِ القبيحةَ التي كانت عند أبناءِ زمنه، كان في بلادِ العرب أشبَهَ بنبيٍّ من أنبياء بني إسرائيل الذين كانوا كبارًا جدًّا في تاريخ قومهم، ولقد جَهِل كثيرٌ من الناس محمدًا، وبَخَسوه حقَّه، وذلك لأنه من المصلِحين الذين عَرف الناسُ أطوارَ حياتهم بدقائقها".
* ألفُونس دي لا مارتين الفرنسي:
وُلد في بلده "بوردو"١٧٩٠، وتُوفّي ١٨٦٩، وهو من مشاهيرِ الشُّعراء الفرنسيين، ومِن ممثِّلي المذهب "الرمانتيسم"، ومن مؤلَّفاته الشَّعرية "التأملات" والنثريةِ "السفر إلى الشرق"، نُقل إلى العربية.
° قال فيه (ص ٤٧): "إن محمدًا فوقَ البَشَر ودُونَ الإله فهو رسولٌ بحكمِ العقل، ودلالاتُ المعجزاتِ تَعضُدُ ذلك، وإنَّ اللغزَ الذي حَلَّه محمدٌ في دعوتِه، فكَشَف فيها عن القيم الرُّوحية، ثم قدَّمها لأمَّته العرب دينًا سماوِيًّا، وسَرعانَ ما اعتَنقوه، هو أعلى ما رَسَمه الخالقُ لبني البشر".
° وقال في "السفر إلى الشرق" (ص ٨٤): "أتَرَون أن محمدًا كان أخا خِداعٍ وتدليس، وصاحبَ باطلٍ ومَيْن؟! كلاَّ .. وبعدما وَعَينا تاريخه، ودَرَسْنا حياتَه، فإن الخِداعَ والمَينَ والباطلَ والتدليسَ، كلُّ أولئك مِن نفاقِ العقيدة، كما أنه ليس للكذبِ قُوَّةُ الصِّدق".
° إلى أن قال:"إن حياةَ محمدٍ وقُوَّةَ تأمُّلِه، وتفكيرَه، وجهادَه، ووَثْبَتَه على خرافاتِ أمته وجاهليةِ شعبه، وشهامتَه وجُرأتَه، وبأسَه في لقاءِ ما لَقِيه مِن عَبَدةِ الأوثان، وثباتَه، وتَقبَّله سخريةَ الساخرين، وحَميَّتَه في