الإِسلامية، فإنَّ الأمرَ يختلف كلَّ الاختلاف .. بل المسلمون جميعًا -وعلى رأسهم علماؤهم قديمًا وحديثًا- يؤمنون بأن الإِسلامَ دينٌ ودولة، هدايةٌ وسياسة، عقيدةٌ وحُكم، عبادةٌ ومعامَلة، تهذيبٌ وأخلاق، قِيمٌ رُوحيةٌ وإنسانيةٌ ودَولية، آمَنَ بهذا المسلمون، واستقرَّ في أذهانِهم، لم يَجْهَلْه أحدٌ من العوامِّ، بل اعتَرَف به خصومُ الإِسلام" (١).
° ودخل أحدُ المراسلين الأجانب في مكتب الرئيس، فوجد صورةَ أتاتورك، فقال المراسل: "توقَّعتُ أن أرىَ صورةً لزعيمٍ عربي، فإذا أنا بصورة أتاتورك!! وقال الساداتُ مشيرًا إلى الصورة: هذا مَثَلي الأعلى".
وعلى الدَّرب سار مَن بعده وقالها في خطابٍ له.
* مَدْحُ القذَّافي لأتاتورك، وإِعجابُه به وبمنهجه العِلماني:
° قال القذافي: "عندما جاء أتاتورك .. وكان على الأقل مش كيف هو حاصل الآن، قال واللهِ ما نَبقى نَفصِلُ الدينَ عن الدولة، وهو مسلم، اسمُه "مصطفى كمال أتاتورك"، اسمه "مصطفى" على اسم النبي، لم يَقُل إن تركيا يجبُ أن تكونَ مُلْحِدَة، قال: تركيا دولةٌ إسلامية، وتبقوا مسلمين، ولكن قال: أنا عندي طلب واحد، قال لهم: أريدُ أنْ أفصلَ الدينَ عن الدولة .. كيف؟ إنَّ الدولة وهي دولة وضعية تُعالج مشاكلَها الاجتماعيةَ والاقتصاديةَ وفقًا للعصرِ التي هي فيه، أما الدين خلُّوا كلَّ واحد يُصلِّي ويحجُّ ويصوم .. يصلِّي بالمسجد، يَبني مسجدًا.
جاء المتعصِّبون الذين سَمَّوْا أنفسَهم "علماء" في ذلك الوقت، وقالوا
(١) "صيحة الحق" للشيخ محمود عبد الوهاب فايد (ص ٣٤ - ٥٠).