للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نِدَاءُ استِغَاثَةٍ

لصلاح الدين الغزال (١)

لتَعْذُرْنَا رَسُولَ اللهِ إِنا … نُعَانِي تَحْتَ أهْوَالٍ عِظَام

أمَاتُوا أمةً هَانَتْ وَنَادَوْا … بِأن سُبَاتَنَا لِلدِّينِ حَام

وَهُمْ أعْدَاؤنُا سِرًّا وَلكِنْ … هُنَاكَ تَفَاوُتٌ عِنْدَ الصَّدَام

وآخَرُ يَدَّعِي الإسْلامَ زَيفًا … يَسُوسُ النَّاسَ قَسرًا بِالحسَام

يَرَوْنَ دِمَاءَنَا لِلسَّفْكِ حِلاًّ … فُسَاةً يَلهَثُونَ بِلَا أُوَام

غَدَاةَ السِّلم كلهُمُ صُقُورٌ … وَعِنْدَ الحَرْبِ أشْبَهُ بِالحَمَام

يَدُوسُونَ النُّفُوسَ بِلَا حَيَاءٍ … وَقدْ جُبِلُوا عَلَى سَحْلِ الأنَام

غُثَاءُ السَّيْلِ صَارَ لَنَا شَبِيهًا … نَهِيمُ بِلا هُدًى مِثْلَ السَّوَام

رَسُولَ اللهِ لَا تَأبَهُ لِرَسمٍ … شَنِيعٍ صَاغَهُ بَعْضُ اللئَام

تَصَدَّى نُورُ وَجْهِك دُونَ لأيٍ … مَعَ الإيمَانِ جَهْرًا لِلظَّلَام

فَزَالَ الكُفْرُ عَنْ قَيْسٍ وَأضْحَتْ … . بِكَ الرُّكبَانُ تَرْفُلُ بِالسَّلام

وَهَا شَاهَدْتَ فِي الأجْسَادِ نَزْفِي … وَقَدْ كَرُّوا علَى المَوْت الزُّؤام

شَبَابٌ لَا يَخَافُونَ المَنَّايَا … تَداعَوْا للَّظَى وَالأفقُ دَام

فِدَاكَ أبِي ورَوُحِي دُونَ مَنٍّ … أُقَدِّمُهَا إلَى مَرْمَى السَّهَام

وَلَوْ قدْ كَانَ لِي رَهْطٌ وَخَيْل … لأسْمَعْتُ الأُلَى خَسئِوُا كَلامي

وَلكِنْ لَا سِلاحَ لَهُ نُفُودٌ … سِوَى قَلَمِي لإيقَاظِ النِّيَام


(١) بَنِي غَازِي - لِيبيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>