للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كسْرَى تَكَسَّرَ إِذْعَانًا لِهَيْبَتِهِ … قُصُورُ قَيْصَرَ هُدَّتْ أعَالِيهَا!

وَأقْبَلَتْ أمَمٌ شَتَّى مُبَايِعَةً … تَمُدُّ لِلعَدْلِ وَالإِحْسَانِ أَيْدِيهَا

نَالَتْ بِدَعْوَتِه نُعْمَى وَمَكْرُمَةً … وأسْعَدَ اللهُ بَعْدَ البُؤْسِ نَادِيهَا

فِي الهنْد والصِّينِ والقُوقَازِ طَائِفَة … تَذُودُ عَنْ عَرْضِ خَيْرِ النَّاسِ تَنْزِيهَا

وَفي (أوَربَةَ) أقوَام قُلُوبُهُمُ … بِدِينِ أَحْمَدَ قَدْ نَالَتْ أمَانِيهَا

الصَّامِدُونَ بِوَجْهِ الكُفْرِ مَا ضَعُفُوا … يُجَابهُونَ المَنَايَا فِي تَحَدِّيهَا

يَفْدُوَن عِرْضَ رَسُولِ اللهِ مَا بَخِلُوا … وَبِالنُّفُوسِ إِذَا نَادىَ مُنَادِيهَا!

حَتَّى إِذَا نَشَرَ الأنْذَالُ حِقْدَهُمُ … وبَارَزُوا اللهَ مِنْ عُدْوَانِهِمْ تِيهَا

تَؤُزّهُمْ زُمَرٌ ضَاقَتْ نُفُوسُهُم … لَهُمْ عَيُونٌ شُعَاعُ الحَقِّ يُعْشِيهَا

بَنُو اليَهُودِ ومَنْ سَاءَتْ سَرِيرَتُهُ … فَأبْدَلَ الصِّدْقَ تَزْوِيرًا وتَمْويهَا

أيَسْخَرُونَ مِنَ المَعْصُوم وَيْلَهُمُ؟ … وَيَطلُبُونَ لَهُ ذَمًّا وتَشْوِيهَا؟

مَنْ جَاءَ بِالمِلَّةِ البَيْضَاءِ صَافِيةً … نَقيَّةً؛ وبِنُورِ الوَحْي يُحيِيهَا

أقَامَ بِالعَدْلِ مَجْدًا لا زَوَالَ لَهُ … وأمَّةً كنَفُ الرَّحْمَنِ يَحْمِيهَا

مِنْ بِئْرِ زَمْزَمَ سُقْيَاهَا وَمَطعَمُهَا … مِنْ تَمْر طيبَةَ قدْ طَابَتْ مَغَانِيهَا

أَرْوَاحُهَا بِظِلَالِ البَيْتِ هائِمَةٌ … مِنْ دُونِهِ تَرْخُصُ الدُّنْيَا ومَا فِيهَا!

فَدَاءُ عِرْضِ رَسُولِ الله أنْفُسُنَا … وكُل نَفْسٍ ومَا تَحْوِيهِ أيْدِيهَا

وَصَلِّ يا رَبِّ مَا هَبَّ النَّسيمُ عِلَى … مُعَلِّم الأمَم الحَيْرَى وهَادِيهَا

تَحِيَّة لِرَسُولِ اللهِ أبْعَثُهَا … وَيَوْمَ هِجْرَتِهِا الغَرَّاءِ أُهْدِيهَا

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>