للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى القاهرة، فكان يومًا مشهودًا" (١).

° وقال الذهبي أيضًا: "وقيل: إن الملاعين التجؤوا منه إلى جبل، فترجَّل وصَعِد إليهم في تِسعةِ أجناد، فأُلقي في قلوبهم الرُّعْب، وطَلبوا منه الأمان، وقُتلوا بمصر، تولَّي قَتْلَهم العلماءُ والصالحون" (٢).

* "قولوا لمحمدٍ: لِمَ لَمْ يُخَلِّصكُمْ؟! ":

في سنة ٥٨٢ هـ عَبَر "بالشوبك" قَفْلٌ من الديار المصرية في حالةِ الصُّلح مع أرناط برنس الكَرَك، فنزلوا عنده بالأمان، فغَدَر بهم وقَتَلهم، فناشَدوه اللهَ والصلحَ الذي بينه وبين المسلمين، فقال ما يتضمَّنُ الاستخفافَ بالنبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "قولوا لمحمد: لِمَ لم يُخلِّصكم؟! "، وبلغ ذلك السلطانَ -صلاح الدين -رحمه الله-، فحمَلَه الدينُ والحَمِيَّة على أنه نذر إنْ ظَفِر به قَتَله (٣).

° قال أبو شامة في "عيون الرَّوْضتَيْن": "كان إبرنسُ "الكَرَك" أَغْدَر الفرنجيَّة وأخبَثَها، وأفحَصَها عن الرديِّ والرَّداءة وأبْحَثها، وأنقضَها للمواثيقِ المُحْكَمةِ والأيمانِ المبرَمة وأنكثَها وأحنثَها، ومعه شِرْذِمةٌ لها شَرُّ ذِمَّة، وهي مِن شرِّ أمة، وهم على طريقِ الحجاز، ومِن نَهج الحجّ على المجاز، وكُنَّا في كلّ سنةٍ نغزوه، وبالبوائقِ نَعرُوه، ويصيبه منَّا المكروه، فأظهر أنه على الهُدْنة، وجَنَح للسَّلْم، وأخذ الأمانَ لبلدِه وأهلِه وقومِه


(١) "سير أعلام النبلاء" (٢١/ ٣٨٤ - ٣٨٥).
(٢) "السير" (٢١/ ٣٨٥).
(٣) "عيون الروضتين" (ص ٣/ ٢٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>