للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° وكان يخاطبُ نُوَّابه وأمراءَه في كتبه بقوله: "مِن باسِطِ الأرضِ وداحيها، ومزلزِلِ الجبالِ ومُرسيها عليِّ بن الفضل".

ثم يتبجَّحُ بالرسالة والاتِّصال بالله - عزَّ وجلَّ -، حتى كان مؤذِّنهُ يقول في أذانه: "أشهد أن عليَّ بن الفضل رسول الله" (١).

فأقر الداعي الإسماعيليُّ إدريسُ عماد الدين بأن عليَّ بن الفضل "ادَّعى النبوة"، وبعد فترةٍ قاسيةٍ عاشها أهلُ اليمن في عهده، سَخِط عليه فيها أهلُ السماء وأهلُ الأرض حتى أقرباؤه وحاشيته لانغماسه في المحرمات والخروج على شريعة الإِسلام، بعد ذلك أهلكه الله على يدِ أحدِ الأطباء عام ٣٠٣ هـ (٢)، فأراح الله منه البلاد والعباد.

* "الجَنَاحِيَّة" من غُلاة الشِّيعة:

فرقةٌ ضالةٌ من غُلاة الشيعة، يزعمون أن عبدَ الله بنَ معاوية بنِ عبدِ الله ابنِ جعفرَ ذي الجناحيْن يَنبُتُ العلمُ في قلبه كما تَنبُتُ الكَمَأةُ والعُشْبُ، وأنَّ الأرواحَ تَنَاسخت، وأنَّ رُوحَ اللهِ جَل اسمُه كانت في آدمَ، ثم تناسخت حتى صارت فيه.

وزعموا أنه ربٌّ، وأنه نبيٌّ، فعَبَده شيعتُه، وهم يَكفُرون بالقيامة، ويَدَّعون أن الدنيا لا تَفْنى، ويَستحلُّون المَيْتَة والخَمْرَ وغيرَهما من المحارم (٣) وهؤلاء - لعنهم الله - لا يَرَوْن وجوبَ الصلاةِ والصوم والزكاةِ والحج وغيرِها


(١) "الإسماعيلية" لإحسان إلهي ظهير (ص ٩٩).
(٢) "مذهب الباطنية وبطلانه" (ص ٨٢)، و "أشعة الأنوار" (٢/ ١١).
(٣) "مقالات الإسلاميين" (١/ ٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>