للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أُنزل عليه سورةٌ وجيزةٌ بليغة، فقال: وما هي؟ قال: أنزل عليه: {وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ .... } [العصر:١ - ٢]، قال: ففكر مسيلِمة ساعة، ثم رفع رأسه، فقال: ولقد أُنزل على مثلُها، فقال له عمرو: وما هي؟ فقال مسيلمة: "يا وَبَر يا وبر، إنما أنت إيرادٌ وصَدَر، وسائرُك حُفَرٌ نُقَر".

ثم قال: كيف ترى يا عمرو؟ فقال له عمرو: واللهِ، إنك لَتعلمُ أني أعلمُ أنك تكذب".

وذكر علماء التاريخ أنه كان يتشبَّه بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فبَلَغه أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بصَق في بئرٍ فغَزَر ماؤه، فبَصَق في بئر، فغاض ماؤه بالكلية، وفي أخرى فصار ماؤه مِلْحًا أُجاجًا.

وتوضَّأ وسقى بوضوئه نخلاً، فَيبُست وهَلَكت.

وأُتي بوِلْدانٍ يُبرِّكُ عليهم، فجعل يمسحُ رؤوسهم، فمنهم من قَرعَ رأسه، ومنهم من لُثغ لسانه!!.

* جَزاءُ هذا الكذَّاب اللعين:

فُضوح الدنيا قبل الآخرة، وتكذيبُ الناس له، ويقال: إنه دعا لرجلٍ أصابه وجع في عينيه فمَسَحها فعمي.

° وعن عُمير بنِ طلحةَ، عن أبيه أنه جاء إلى اليمامة، فقال: "أين مسيلمة؟ فقال: مه رسول الله، فقال: لا، حتى أراه، فلما جاء قال: أنت مسيلِمة؟ قال: نعم. قال: مَن يأتيك؟ قال: رِجس، قال: أفي نورٍ أم في ظُلمة؟ فقال: في ظُلمة، فقال: أشهد أنك كذَّاب وأن محمدًا صادق، ولكنَّ كذابَ ربيعةَ أحبُّ إلينا من صادقِ مُضَر".

<<  <  ج: ص:  >  >>