للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واتبعه هذا الأعرابيُّ الجِلْفُ -لعنه الله- حتى قُتل معه "يوم عقربا" -لا رحمه الله- (١).

ذهب الكذَّابان، وذهب أمرُهُما .. أما الأسود، فذُبح في داره ..

وأمَّا مسيلمة، فعَقَره الله على يدِ وَحْشيِّ بنِ حرب، رماه بالحَربةِ، فأنفَذَه كما تعقَرُ الإبل، وضَرَبه أبو دجانة على رأسه ففَلَقه -وذلك بعُقرِ داره في "حديقة الموت" وقد قُتل قبلَه وزيراه: "مُحكَّمُ بن الطُّفيل" و"الرَّجَّالُ بنُ عُنْفُوَة".

• رَوى البخاريُّ أنَّ مسيلَمةَ كَتب إلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم .. من مسيلمة رسولِ الله، إلى محمدٍ رسولِ الله، سلامٌ عليك، أمَّ بعد، فإنِّي قد أُشرِكتُ معك في الأمر، فلك المَدَرُ، ولِي الوَبَر (٢) .. ولكنَّ قريشًا قومٌ يَعتدون".

• فكتب إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم، من محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مسيلِمة الكذاب، سلامٌ على مَنِ اتَّبع الهدى.

أما بعد: فإن الأرض لله، يُورِثُها مَن يشاءُ من عباده، والعاقبة للمتقين".

ولَمَّا مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زعَم أنه استَقَلَّ بالأمر من بعده، واستخفَّ قومَه فأطاعوه، وكان يقول:

خُذِى الدُّفَّ يَا هذه والعَبي ....... وَبُثِّي مَحَاسنَ هذَا النَّبي

تَوَلَّى نَبِيُّ بَنِي هَاشِمٍ ....... وَقَامَ نَبِيُّ بَنِي يَعرب

فلم يُمهِلْه الله بعد وفاةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى سَلَّط اللهُ عليه سَيفًا من


(١) "البداية والنهاية" (٦/ ٣٢٥، ٣٣٠، ٣٣١).
(٢) ويُروى: "فلكم نِصفُ الأرض، ولنا نِصفُها".

<<  <  ج: ص:  >  >>