مَقْضِيَّ الحاجة، وحُكمُ اللهِ له بالعطاء كان حاصلاً في الأزل، وأنَّ الغني الحميدَ قد هيَّأ أسبابَ سعادةِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل دخوله في الوجود، فكيف يُهمِلُ أمرَه بعد وجودِه واشتغالِه على أكمل وجهٍ بالعبودية وآدابها، زِدْ على ذلك أن الكريمَ إذا شَرعَ في العطيَّة على سبيل التفضُّل لا يبطِلُها، بل كلَّ يوم يَزيدُ فيها بمَنِّهِ وإحسانِه وكرمه، فتفضُّله غيرُ متناهٍ، وكرمُه غير متناهٍ، وإعطاؤه لنبيِّه وعبده محمد - صلى الله عليه وسلم - دائمٌ يَزيدُ أبدًا.
* التشريفات العظيمة السَّنِية لخير البرية وسيِّد البشرِيَّة:
سورة "الكوثر" تتمَّةٌ لِما قبلها مِن سُورٍ كلُّها تشريفات سنيَّة من ربِّ البرية لسيِّد البشريَّة:
* فسورةُ "الضحى" كاملة كلُّها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
ثم ختمها بذِكر ثلاثةِ أحوالٍ من أحواله - صلى الله عليه وسلم - فيما يتعلَّقُ بالدنيا، وهي قوله تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (٦) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (٧) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى} [الضحى: ٦ - ٨].
* وفي سورة "ألم نشرح" شرَّفه - صلى الله عليه وسلم - بثلاثةِ أشياء: