أربع آيات، والآيةُ الوحيدةُ التي نَجَحوا في ترجمتها كانت الآية الثالثة {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ}".
ومع ذلك فقد لاحظ الدكتور "ثابت عيد" أن "فيشر" نفسَه وقع في خطأٍ فاحشٍ مِثلَ كلِّ المستشرقين، إذِ اعتَبَر القرآنَ من تأليفِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، ونظر إليه على أنه نصٌّ أدبيٌّ لا يختلفُ كثيرًا عن النصوص الأدبية في الشِّعر والنثر العربي، وبالتالي اعتقد أن يُمكنُ إخضاعُه للتحليل اللغوي والتاريخي والتعامل معه كما يتمُّ التعاملُ مع أيِّ نصٍّ آخَرَ في التراثِ العربي، وعلى ذلك قال: إن القرآن يَعيبه انعدامُ النظام في تركيبِ وترتيبِ الآيات، وإنَّ السورَ الطويلةَ تتكوَّنُ من آياتٍ غيرِ متجانسةٍ، ونَزَلت في أوقاتٍ متبايِنةٍ ومتباعِدة، وهذا يجعلُ مهمةَ المترجِمِين أكثرَ صعوبةً!! "(١).
* المستشرق الألماني رودي بارت:
له ترجمةٌ لمعاني القرآن تَحظَي باحترامٍ كبير في معاهِدِ الاستشراق، في أوربا، ويعتبرونها أفضلَ ترجمةٍ ألمانيةٍ لمعاني القرآن، وقد ظهرت هذه الترجمةُ في مجلَّدين؛ أولهما يتضمَّن ترجمةَ النصِّ القرآني صدر عام ١٩٦٦ .. والثاني: يتضمنُ تعليقاتٍ وفهارسَ، وصدر عام ١٩٧١، ولكن "رودي بارت" عاد في عام ١٩٧٤ ونَشَر مقالاً بعنوان "البحوث القرآنية" أشار فيه إلى أنه كرَّس الجُزءَ الأكبَرَ من حياتِه العلميةِ في دراسةِ القرآنِ وترجمةِ معانيه إلى اللغةِ الألمانية، وأنه قرأ ترجمةَ "ريتشارد بيل" الإنجليزية لمعاني القرآن التي ظهرت سنة ١٩٣٧، وعلى ترجمة "بلاشير" الفرنسية