لرسالةِ السيد المسيح، في البدايةِ التفُّوا حوله، ثم انقَلَبوا عليه عندما وجدوه يأكلُ لَحْمَ الإبل -لأنَه مَحرَّمٌ في الديانة اليهودية-!!!.
ثم يَستمر في عَرضِ حياةِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - قائلاً:"إنه ذَهَب إلى فِلسطينَ، وتَحدَّث مع اليهودِ والنصارى هناك، ثُمَّ تعلَّم منهم مُحتوى ومضمونَ الكُتبِ السابقة -التوراة والإنجيل-"(١).
(٢) ثم أخذت الأسطورةُ مَنْحًى آخَرَ مع رجل من رجالِ الكنيسة يُسَمي "جيلبار دي نوجان"(١٠٥٢ - ١١٢٤)، وحَسْبَ روايتِه، فإنه بعد وفاةِ بَطرِيَرْك الإسكندرية، حاول راهب أن يَخلُفَه، لكنه أخفَقَ في ذلك، فقرر أن ينتقم، عند ذلك أوحَى إلى شاب بعضَ الأفكارِ والمعتقداتِ الغريبة، ودَفَعَه لأن يُعلِنَ ويدعي أنه المسيح، ووَعَده بأن يُزوجه أرملةً ثَرِيَّةً تُدعَي"خديجة"، والتي وَعَدها الراهبُ أن يزوجها نبيًّا.
° بدأ "ماتومُس" -كما سمَّاه الراهبُ- يَنشُرُ خَبَرَ نبوَّتِه، فاجتَمَع الناسُ، وأعلَن لهم أن اللهَ سيُنزِلُ قانونًا جديدًا بشكل خُرافي ورائع.
° وأتَى "ماتومس" ببقرةٍ، ثم وَضَع بين قَرْنيْها كتابًا صغيرًا، وفي ذات يومٍ خَرجت البقرةُ أمامَ حُشودِ وجموع الناسِ من مَخبئِها، وعندما قرؤوا الكتابَ وَجَدوا فيه كل الانحلالِ الأخلاقي والفسادِ مسجَّلاً بالكتاب.
وقد أَعجب هذا الكتابُ -الذي أحَل كل الرغباتِ البشريةِ- الناسَ، ممّا أساء إلى الديانةِ المسيحيَّة؛ لأن هذا المذهبَ انتَشَر في إفريقيا، وفي مصر،
(١) "كرونوجرافيا" لتيوفان (ص ٥١١) - مدينة بون "ألمانيا"١٨٣٩.