وحسُبك -همًّا وغمًّا لتاريخ كنيسةِ حَبْرِكم- أنك أشرتَ فيما أَسميته تدليسًا "بالاعتذارِ للمسلمين" أن ذلك النصَّ البذيءَ الذي نَطَقَتْ به نيافتُكم، قد نَقَلْتَه في كلمتك عن أجدادِك الأوائل في العصورِ الوسطى، لِتُجدِّدَ معهم العهدَ والوعدَ، شهادةً على موقفِكم الحاقدِ المتعصِّبِ من خيرِ بشرٍ وُلِد على الأرض، أنك مِثلُهم، وأنهم كانوا مِن قَبل مِثلَك نيافةَ الحَبْرِ المبجَّل، أتعشَّمُ كثيرًا أن تتحمَّلني، وتَقبَلَ مني أن أُذكِّرَك فقط على ملأٍ من البشرية؛ لأنَّ الملايينَ منهم يَجهلُ السرَّ الذي دَفَع نيافتَكم لهذا السُّوءِ من القول في حق خيرِ نبيٍّ لخيرِ أُمةٍ أُخرجت للناس، وهو ذلك الكتابُ الموصوفُ خطأً بالقَدَاسة، وهو لا يتجاوزُ "الفولكلور الشعبيَّ" بحسب تعبيرِ الآباء الدومينيكان، فقد رَجعتُ إليه، ووجدث أن سِبابَك وشَتْمَك لنبيِّ الرحمة والسلام، هو اقتداءٌ بما وَرَد زُورًا وبهتانًا على لسان "يسوع" وهو يُوزِّعُ أذاه على مَن يعرفُ ومَن لا يَعرف، معاهدًا اللهَ الواحدَ الأحدَ الفردَ الصمدَ، أن ألتزمَ بنصوصِ كتابِك فيما أنقُل، دون نقصٍ، أو زيادةٍ، أو تعديل، لنعرفَ جميعًا ما السَّيِّئُ، ومَن المُسيء، ومَن المُساءُ إليه، مسترشِدًا في ذلك معِ نيافتِكم بقول رسولِكم "بولس" في "سِفر الأمثال": "جَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَب حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ يَكُونَ حَكِيمًا في عَيْنَيْ نَفْسِهِ".
° أولاً: حقيقة كتاب نيافتكم المقدس:
جاء في الدراسةِ القيمةِ المسمَّاةِ "مدخل إلى الكتاب المقدس"، والتي نَقَلَتْها الرهبانيةُ اليسوعيةُ من الترجمة المسكونية الفرنسية للكتاب المقدس "إصدار الرهبانية اليسوعية"، بيروت، دار المشرق، ١٩٨٥ م: "إن أسفارَ