المسيحية والإِسلام، رُجوعًا إلى وَصْفِكَ غيرِ المهذبِ وغيرِ الكريمِ وغيرِ اللائق بكم، على مستويين:
- المستوى الشخصي: بصفتك قد تجاوَزتَ الثمانين من عُمرك، ولديك من الرُّشدِ ما كان ينبغي أن تَعرِفَ به أقدارَ الناس، وما كان مهمًّا أن تسموَ بعقلِك في التمييزِ بين رجالِ الله الموحِّدين، وغيرِهم من رجالِ الشيطانِ المشركين.
- أما على المستوى العَقَدي: فإنني أَعذِرُك كثيرًا فيما قلتَ من السُّوء في حقِّ خيرِ خلقِ الله - صلى الله عليه وسلم -، إذ قَدَّر اللهُ لي أن أطلعَ على نَبع المسيحيةِ الذي به تسترشدون في أقوالِكم وأفعالِكم ووصاياكم وأنشِطَتِكم، وأعرفُ -كما تعرفُ أنتَ وكلُّ إنسان عاقل- أنَّ المعانيَ الأخلاقيةَ لا يختلفُ عليها اثنانِ من البشر -مثل الخطأِ والخطيئةِ والذَّنبِ والمعصيةِ والفُحشِ والزنا والدعارةِ والقتل والكذبِ والجهل وسوءِ الأخلاق وسوءِ الأدب-، فكل تلك المعاني مشتركةٌ في دلالاتها بين جميع البشرِ -مهما اختلفت عقائدُهم أو ألوانُهم أو جِنسياتُهم-.
ومِن هنا أبدأُ التجوُّلَ بصُحبةِ حَبْرِكُمُ المُبجَّل في أصولِ نيافتكم العَقَدية، دونَ عصبيةٍ، أو غَضَبٍ، أو حَيدةٍ، لنُحدِّدَ سويًا ويَشهدَ علينا الملايينُ الذين سيقرؤون هذه الرسالةَ المهذَّبةَ منِّيَ -أنا المسلم الذي أتبعُ أخلاقَ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -"، إلى شَخصِكم المُبجَّلِ الذي اتَّهم محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بأنه "لَم يأتِ إلاَّ بكل سِّيئٍ، وتعرفُ أن القرآنَ هو أغلى وأسمى ما أتى به - صلى الله عليه وسلم -، فسَبَبْتَ قرآنَنا قصدًا مع سَبقِ الإصرار، أو عَفْوًا وجهالةً وسوءَ فَهمٍ،