للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغرب، فقد كان الغربيُّون ينظرون إلى الأُمةِ الأسلاميةِ كأنها الرجلُ المريضُ الذي أُصِيب بالشلل، فمهما ضَرَبتَه فلن يتأؤَه، ولن يكونَ له ردُّ فعلٍ، ثم إذا بالموازين تنقلبُ بعد نشرِ تلك الرسوماتِ، وبدأ رئيسُ الوزراءِ الدانماركي -الذي كان يرفضُ مجردَ لقاءِ سفراءِ البلاد الإسلامية في بلده- يستأجرُ بعضَ القنواتِ العربيةِ للظُهور في مقابلاتٍ، محاولاً تبريرَ موقفِه وموقفِ بلاده، وكذلك رأينا رئيسَ الولايات المتحدة الأمريكية يتحدثُ منتقِدًا هذه الرسومات، وكذا الرئيسُ الفرنسي، والأمينُ العامُّ للأممِ المتحدةِ، وغيرُهم من الساسة، إذ أذهلَتْهم ردودُ أفعالِ المسلمين، فكان لا بدَّ لهم من التحدُّثِ بالاستنكارِ ولو تصنُّعًا ومجاراةً.

فظَهَر أن مرضَ الأُمةِ مؤقَّت، وأنها متى أَخذت بأسبابِ السلامةِ والعافية -ومن أعظمها: اتحادُها- فسوف تَفعلُ الكثيرَ والكثير.

* المُخذّلِون كُثُر:

في ظلِّ توحُّد المسلمين واجتماع كلمتِهم على موقفٍ واحدٍ في التصدِّي لهذه الهجمةِ، يُسَرُّ المرءُ لِمَا يرى ويشاهدُ من الغَيْرة الإسلامية العظيمةِ المتولِّدةِ من الغضب لانتهاك حرمته - صلى الله عليه وسلم -.

إلاَّ أننا نرى هنا وهناك مَن يحاولُ تخذيلَ المسلمين، والوقوفَ في صفِّ أعدائهم.

فقد أغاظتْ هذه المقاطعةُ كثيرًا من المنافقين، فحاولوا التبريرَ تارةً، والتهوين تارةً، وزَعْمَ الإصلاح وارادةِ الخيرِ تارةً أخرى!.

فمِن زاعمٍ أَنَّ المقاطعة ستقطعُ الحوارَ معهم!.

<<  <  ج: ص:  >  >>