وهل نقبل الحوارَ مع مَن يَهزأ بنبينا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، ويسخرُ بثوابتنا؟!.
ومِن زاعمٍ: أَنَّ سببَ جنايةِ تلك الصحيفةِ هو تقصيرُ المسلمين أنفسِهم في تعريفِهم بالإسلام! فمرادةُ تبرئة هؤلاء المعتدين من جنايتهم، أو تبريرُها لهم، وإناطةُ جُرْمِها بالمسلمين! وقد جَهِل هذا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أدَّى الرسالة، وبلَّغ الأمانةَ أعظمَ التبليغ، ومع ذلك لم يَسلَمْ من سُخريةِ كفارِ قريش.
ومِن مستهزئٍ بالمقاطعةِ فيقول: هذا غاية ما تملكون؟! ترك أكلِ الزبدة والجبنة!!.
وهذا شبيهٌ بموقف المنافقين الذي كانوا يسخرون من المؤمنين لكونهم يتصدَّقون بالقليل من المال، مع أنه غايةُ ما يستطيعونه: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٧٩)} [التوبة: ٧٩].
ومِن زاعم: أن المسلمين "عمَّموا خطأَ جريدةٍ على دولةٍ كاملة لا تملكُ -بحكمِ القانون- أيَّ سيطرةٍ على هذه الجريدة"!!.
والجواب عن هذا:
أولاً: أن حكومتَهم قد وَقفت بجانب الجريدة، وبرَّرت فَعْلتها بأنها حريةُ الرأي.
وثانيًا: أنَّ شَعْبَهم نفسَه قد وافق غالبيتُه الجريدةَ والحكومةَ على موقفهما؛ ففي استطلاع للرأي رأى ٧٩% ممن شَمِلهم الاستطلاع أن رئيسَ الوزراء يجبُ ألا يعتذَر نيابةً عن الدانمارك، بينما قال ١٨%: إن عليه الاعتذار.