للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* وقبلَ أن نُنهِيَ الكلامَ مع رأسِ الضلالة، نُهديه من ماضي صَلِيبيّي إِيطاليا هذه الفقرات:

قبل الختام نذكر "لبنديكت" القائل: "إن محمدًا لم ياتِ إلاَّ بالأشياءِ الشِّرِّيرة وغير الإنسانية، ونَشَر الدين بِحَدِّ السيف" .. نذكر له صفحةً اجتمع فيها الشرُّ كلُّه وامتهانُ الآدمية لصليبيِّي إيطاليا أثناء غَزِوهم واحتلالهم لليبيا.

° لقد تَحدَّث عن جرائمِ الإيطاليين المجاهدُ الأميرُ "شكيب أرسلان" الذي عاصَرَ الأحداثَ وشارَك فيها، وكانت له علاقةٌ حميمةٌ بقائدِ المجاهِدين الليبيين الشهيد "عمر المختار" -رحمه الله-، الذي قَبض عليه الإيطاليون وحَكموا عليه بالإعدام، وقبلَ أن يُنفَّذَ فيه الحكمُ راودوه أن يَخنَعَ ويَخضعَ في مقابِل العفوِ عنه، فأبى وقال: "لئن كَسَر مدفعُكم سيفي، فلن يَكسِرَ باطلُكم حقِّي، وإن عفوتم عني فسأعودُ إلى قتالِكم من جديد" .. وفي كتاب "حاضر العالم الإسلامي" شواهدُ كثيرة (١).

* عَددُ الذين شَنَقهم الإيطاليون من طرابلس وبَرْقة:

لقد قُدِّر عددُ الذين شَنَقتهم القواتُ الإيطاليةُ الصليبيةُ من أهل "طرابلس وبَرْقة" بعشرين ألفَ نَسَمة، وكان من بين الذين عُلِّقوا على أعوادِ المشانق عددٌ كبيرٌ من النساءِ المسلمات اللواتي جُرِّدْنَ من ثيابِهن، وأبقَوهُنَّ مُجرَّداتٍ عدةَ أيام، وكانوا يَسلُكون ستينَ شخصًا -أو سبعين- في سِلسلةٍ واحدةٍ، وَيحبِسونهم على هذه الصورة حتى يموتوا، وقُذف في البحر مرةً


(١) "حاضر العالم الإسلامي" لشكيب أرسلان (٢/ ٦٥ - ٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>