للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعتبرُ المسيحَ خاتمَ الرسالة؛ لذلك فهي لا تعترفُ بنبيِّ الإسلام الذي أدانه المسيحيون بطريقةٍ سلبيةٍ تهجُّميَّةٍ وعُدوانية".

° وكان الأبُ "كاسبار" قد أوضح الموقفَ نفسَه أيامَ انعقادِ المؤتمر قائلاً: "إن هناك من بين رجالِ الدين الحاضِرين مَنْ يعتبرون أن الإسلامَ خطأٌ مُطلق لا بدَّ من رَفضِه؛ لأنَّه يُمثِّل خطرًا بالنسبة للكنيسة، ولابدَّ من محاربته" (١).

والحقُّ أبلجُ لو يبغون رؤيتَه … هيهاتَ يُبصِر مَن في ناظِريه عمى

وصَرخةُ الحقِّ تأباها مسامِعُهم … مَن يَسمَع الحقَّ منهم يَشتكي الصَّمَمَا

فهم لا يعترفون بالإسلام كديانةٍ .. نعم هم لا يرتقون إلى مُرتَقى الإسلام الجميل الوضيئ الذي أراده الله دينًا للبشرية، وتَمنَّى إبراهيمُ أن يُحشَرَ عليه: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران: ٨٣].

* وقال تعالى عن خليله إبراهيم: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: ١٢٨].

* وقال تعالى: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٣٢) أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (١٣٣)} [البقرة: ١٣٣].


(١) "حرب صليبية بكل المقايس" (ص ٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>