فواللهِ ما من رُقية يُعلِّمانها … ولا شربة إلاَّ بها سَقياني
فجئتُ إلى المعصوم حتى أعلَّني … بشَربةِ حقٍّ مِن هدًى وبيانِ
° ومَسَح - صلى الله عليه وسلم - رأسَ أبي مَحذورة وهو صغير، فأقسم أبو محذورة لا يُحلَقُ هذا الشعر الذي مسَّه كف الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فبقيَ طيلةَ حياتهِ حتى طال ودُفن معه.
° وكان الصِّبيانُ يأتونه - صلى الله عليه وسلم - بآنيتِهم، فيضع كفَّه المباركَ في إناءِ الماءِ واللبن، فيجدون فيه البركةَ والشفاءَ بإذن الله.
وقَصَصُ بركته لا تنتهي، وأحاديثُ معجزاته لا تنقضي، فهو المباركُ أينما حل وأينما ارتحل، وهو الموفَّق أينما سار وأقام.
* {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}:
هذه السورةُ خالصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -كسورة الضَحى، وسورة الشرح-، يُسَرِّي عنه ربُّه فيها، ويَعِدُه بالخير، ويُوعِدُ أعداءَه بالبَتْر .. وفيها من تثبيتِ اللهِ وتطمينه وجميل وَعدِه لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم - ما فيها، ومَرهوبُ وعيده لشانئه.
كذلك تَمْثُلُ حقيقةُ الهدى والخير الإيمان، وحقيقةُ الضلال والشرِّ والكفران .. الأولى كثرةٌ وفَيضٌ وامتداد، والثانيةُ قِلَّةٌ وانحسارٌ وانبتار، وإنَّ ظَنَّ الغافلون غيرَ هذا وذاك.
نَزَلت هذه السورةُ تَمسحُ على قلبه - صلى الله عليه وسلم - بالرَّوْح والنَّدى، وتقرِّر حقيقةَ الخير الباقي الممتدِّ الذي اختاره له ربُّه، وحقيقةَ الانقطاعِ والبتر المُقدَّر لأعدائه .. وقد فسَّر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - "الكوثر" بنهره في الجنة وذَكَر صِفَته.