بعينيهِ في "مَعَرَّة النعمان" مرارًا، قد دلَّ دلالةً قاطعة على أن هذه القالَة لم تكن إلاَّ بعدَ عودتِه من العراق، واعتزالهِ، وتأليفه ما كَثرت عليه فيه المآخذ، كلزوم ما لا يَلزم، و"استغفر واستغفري" بعد (سنة ٤٠٠ من الهجرة)(١).
والعلم عند الله تعالى، وقد أفضى الرجل إلى ما قدَّم.
* ابنُ المُقفَّع .. المشهورُ بالزندقة:
أَعلى من شأنِه طه حُسين وأحمد أمين وبطرس البستاني، ويُقرِّرُ طه حسين كتابَ "كليلة ودمنة" مع ما فيهِ من سمومٍ على طلاَّبِ المدارس الثانوية.
° قال الخليفة "المهديُّ" عن ابن المقفَّع: "ما وجدتُ كتابَ زندقة قطُّ إلاَّ وأصلُه ابن المقفَّع".
ووصف دُعاةُ التغريب ابنَ المقفَّع بأنه من أعلام الفِكر الحُر، وأنه مُصلحٌ اجتماعيٌّ (!!) .. وهم يَعلمون أنه أكبرُ طاعن على الإسلام، قدَّم أولَ ما قَدَّمَ -للقضاء على نظام الإسلام الاجتماعي- "كتاب مَزْدك"، ثم كتاب "بروزيه"، لِيُثبِتَ تناقضَ الأديانِ -وبخاصةٍ الإِسلام-.
وكشف إبراهيمُ أبو القاسم في كتابه "الردُّ على اللعين عبدِ اللهِ بن المقفَّع" أنه كان يُعارض القرآن.
ويكفي لزندقته "باب بروزيه" الذي أضافه أضافه إلى كتاب "كليلة ودمنة" قاصدًا به تشكيك الناسِ في دينهم.
(١) "أباطيل وأسمار" (١/ ٤٧) للشيخ محمود محمد شاكر - مكتبة الخانجي - القاهرة.