- صرَّحت هيئةُ الإذاعةِ البريطانيةِ في تقرير لها عن "سراييفو" أن الآلاف من أهالي البوسنةِ والهِرسك يَفِرُّون من القتالِ الضاري الذي تَشهَدُه الجمهوريةُ، وأن الفارِّين لا يعرفون إلى أين يتَّجِهون بعدَ أن تَدخَّل الجيشُ الاتحادى إلى جانبِ الصربِ في قتالهم، فأصبحوا محاصَرين من كل جانب.
* ما أشبَهَ اليومَ بالبارحة!!:
ومثلما فَعَلت الكتائبُ الصربيةُ في عيد الأضحى سنة ١٩٤٢ م في مدينة "فوتشا يوم" وذبحوا مُفتي المسلمين على عتبة المسجد، جاء دَورُ أبنائِهم ليقتفوا آثارَ آبائِهم حَذْوَ القُذَّةِ بالقُذَّة، وها هم يُعاوِدون الكَرَّةَ بعد أن أعدُّوا العُدَّةَ منذ ٤٠ سنة لِمعركةٍ تاريخيةٍ مقدسةٍ مع المسلمين -كما يسمونها-، ففي مدينة "بيلينا" شمالَ شرق البوسنة نجا فقط ثلاثة من أعضاءِ المجلسِ التنفيذيِّ للحزب الإِسلامي (SDA) ، وأما الآخَرون فقد ذُبحوا، ورُسمت على جُثثهم صلبانٌ صِربيةٌ أرثوذوكسيةٌ بالسكاكين، وقد وقعت المذبحةُ إثرَ هجوم القواتِ الصِّربيةِ المكوَّنةِ من المرتزَقة المجرِمين المدربين على أيدي الإسرائيليين، وسَبق الهجومَ قصفٌ عنيفٌ بالمدافع وبالتنسيق مع الجيشِ الاتحادي بعدَ آخِرِ صلاةِ التراويح في رمضان من السنة الجارية ١٤١٢ هـ، وعَقِبَ خروج المُصلِّين من المسجد أَخذت القُواتُ الصربيةُ اثنين مِن المصلِّين، وذَبَحَتْهما على باب المسجد، ثم أطلقتِ النارَ على الآخرين، عندئذٍ هُرع المصلُّون إلى داخل المسجد، فألقى الصربُ القنابلَ في داخلِه، ثم قَضَوا الحاجةَ على جثثِ القتلى المسلمين!!.