ويبدو أن الذي يُخطِّطُ لهم أحدُ شياطين بني إسرائيل، فقد نَقل تلفزيون بلغراد هذا المشهدَ المروِّع، وبَثَّه في نشرةِ الأخبار بعد أن عَرَض القتلى في الكنيسة بدلاً من المسجد المُهدَّم، وعَلَّق على الصورة بأن المسلمين المدعومين من الخارج هكذا يُعامِلون أفرادَ الشعبِ الصربي في البوسنة والهرسك!! وأنَّ هذا هو مصيرُ ما يَزيدُ على مليونَ صربي، ولمنع هذه المجزرة ناشَدَ جميعَ شبابِ الصِّربِ سرعةَ الالتحاقِ بمراكزِ المتطوعين لإنقاذِ الصرب الأبرياء!!.
وفي إثرِ هذه المذبحة هاجَرَ ما يَزيدُ عن ٤٠ ألفًا من المدينة فرارًا بدينهم وعِرضهم، ثم بدأ قصفُ ثلاثِ مدن حدوديةٍ أخرى هي: زرونيك وفيتشغراد وفوتشا ذات الأغلبية المسلمة، وذلك مع القصف المستمرِّ على سيراييفو، والتركيزِ على الأحياءِ القديمةِ ذاتِ الآثارِ العثمانية الإسلامية.
وفي مدينة "زرونيك" وحدها أَسَرَ الصربُ المرتزقةُ ثلاثةَ آلافِ مسلم كما أحرقوا نِصفَ مدينة "فوتشا"، وفي جميع هذه المُدن اغتَصب الصربُ كثيرًا من النساء المسلمات، وكانوا يُجبرون الرجالَ على خَلع الملابس، فمَن وجوده مختوناً [أي: مسلمًا] قَتلوه ورَسموا على جُثَّتهِ الصليبَ بالسكين.
ولم يسلم مسجدٌ من المساجدِ في هذه المدن التي دنَّسوها من عدوانِهم وكُفرِهم وبَغيهم .. وقد قُتل في هذه المذابح ٦٠ شخصا، ومُثِّل بجُثَثِهم، فلم يتمكَّن الشهودُ من تحديدِ هُويةِ القتلى، فقد اقتلع الصربُ عيونَ القتلى، وقَطعوا آذانَهم، وأحيانًا يقومون بإحراقِ الجثة.