محمَّلاً بالرموز هو جزءٌ من نسيجِ الحياةِ اليوميةِ في بريطانيا، بنفس الروح التي كان عليها خطابُ معاداةِ الساميةٍ، يؤخَذُ كأمرٍ مُسلَّمٍ به في فترةٍ سابقةٍ من القرن العشرين" (١).
وها هو "توني بلير" رئيس وزراء إنجلترا يُعلن في ١٧ سبتمبر سنة ٢٠٠١ م -أي بعد ستةِ أيام من "قارعة سبتمبر"- أن هذه الحربَ التي أعلنها الغربُ على الإسلام: "هي حربُ المدنية والحضارة [في الغرب] ضد البربرية [في الشرق]".
° ومارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة تقول عن الذين: "يرفضون القيم الغربية بأنهم أعداءُ أمريكا وأعداؤنا، وتدعو الغرب إلى معاملتهم كما عامل الشيوعية"!!.
* جون اسبوزيتو المفكِّر والباحث الأمريكي:
يَعُدُّونه أكثرَ الباحثين الأمريكيين إنصافًا للإسلام وفهمًا له، إلاَّ أنَّ صورةَ الإسلام -كما تنعكسُ في كتاباته- مليئةٌ بالتشويه، وهو يدَّعي أن الإسلامَ إذا وَصَل إلى السلطة لا يعرفُ إلاَّ الحكمَ الدكتاتوريَّ، ولا يَسمحُ باختلافٍ أو معارضةٍ سياسية؛ لأن الحاكمَ يحكمُ بالشريعة، أي أنه يحكمُ بما أَنزل اللهُ، وأيةُ معارضةٍ ستكونُ معارضةً له، ولن تكون للأقلياتِ حرية، ولن تجدَ المرأةُ إلاَّ المكانةَ المنحطَّةَ التي وَضَعَتْها فيها حكومةُ "طالبان" في أفغانستان.
(١) المصدر السابق (ص ١٩٢)، وصحيفة "الشرق الأوسط" في ١٤/ ٢/ ٢٠٠٣ م، و"الغرب والإسلام" (ص ٨٥).