° قال في كتابه "تاريخ العرب" -الطبعة الثانية عام ١٨٧٧ الجزء الأول (ص ٥٨) -: "ولَمَّا بَلَغ محمدٌ من العمرِ خَمسًا وعشرينَ سنةً، استَحقَّ بحُسنِ سيرته واستقامتِه مع الناس أن يُلقَّب بـ"الأمين"، ثم استمرَّ على "هذه الصفاتِ الحميدةِ حتى نادى بالرسالة ودعا قومَه إليها، فعارضوه أشدَّ معارضة، ولكنْ سَرعانَ ما لَبَّوا دعوتَه وناصَروه، وما زال في قومِه يَعطِفُ على الصغيرِ ويحنو على الكبير، ويَفيضُ عليهم من عَمَلِه وأخلاقه".
* ر. ف: بودلي السويسري:
° قال في كتابه "حياة محمد" المترجَم إلى العربية -تعريب محمد فرج وعبد الحميد جودة (ص ٦): "إنَّنا لا نجدُ ما دَوَّنه معاصِرو موسى أو كونفوشيوس أو بوذا، ولا نعرفُ إلاَّ شَذَراتٍ عن حياةِ السيح بعدَ رسالته، ولا نعرفُ شيئًا عن الثلاثين سنةً التي مَهَّدت الطريقَ للسنواتِ الثلاثة التي بَلَغ بها أَوْجَهُ، ولكننا نجدُ أن قصةَ محمد واضحةٌ كلَّ الوضوح، ففي سيرةِ محمدٍ نجدُ التاريخ بدَّلَ الظلال والغُموض، ونعرفُ الشيءَ الكثيرَ عن محمدٍ، كما نعرفُ ذلك عن رجالٍ عاشوا في أزمانٍ أكثرَ قُربًا من زماننا، وما كان تاريخُه الخارجي وشبابُه وأقرباؤُه وعاداتُه خرافةً من الخرافات، ولا شائعةً من الشائعات، وما كان تاريخُه الداخليُّ بروايةٍ مُبهَمةٍ لمبشِّرِ غامض أو مشوِّش، فبين أيدينا الآن كتابٌ معاصِر -وهو القرآن-، فريدٌ في أصالته وفي سلامته".