وهو مستشرق هولندي، له عدةُ مؤلفات، منها "مفاتيح العلوم"، وكتاب "الفصول".
° قال في الأخير (ص ١٠٣): "إن محمدًا لم يَلبثْ أن أصبحَ له تفوُّقٌ رُوحيٌّ وزمنيٌّ بعدَ سنين قلائلَ من الجهادِ والاضطهاد، كما يدلُّ على ذلك غيرُ آيةٍ من القرآن، وذلك بتحوُّلِ أهل المدينةِ إلى الإسلامِ بفضلِ ذلك النفوذِ الذي كان يتمتعُ به الرسولُ دينًا قويًّا، وقد انتَشر بينَ الشعوب عن طريقِ الإنذارِ والوعيد (١)، ولم يتردد النبيُّ في رَميِ أهل الكتابِ بالكذبِ والتضليل، واتهامِهم بالتحريفِ في كُتبهم، حين رأى دينَه الذي كان يَرمي إلى نَشرِه لم يُرضِ اليهود، كما أنه لم يَرُقْ للنصارى، هكذا استطاع أن يُحاجَّ أهلَ الكتاب بتصريحه أنه أرقى الأديان، وأن دينَه وحدَه دينُ الحق، وكان من أثرِ اصطدام محمدٍ بالنصارى واليهودِ في بلاد العرب أن طَردوا اليهودَ من المدينة، وشُنَّت الغارات على المسيحيين في بلاد بيزنطة في اللحظةِ التي انتقل فيها محمدٌ إلى جِوارِ ربَه".
* المسيو راينهارت دوزي الهولندي:
مستشرق هولندي، ولد في "اتروخت" ١٨٢٠، وتوفي عام ١٨٨٤، مدرس للغة العربية في "لايدين"، اشتغل في تواريخ الدول الإسلامية في
(١) ما انتشر الإسلام بالإنذار والوعيد، وإنما دخل الناس في دين الله أفواجًا؛ لأنه الحق، وما سواه باطل.