هو الخَواجةُ أحمد الدين، ابنُ الخَواجة ميان محمد، بن محمدِ إبراهيمَ، دعامةُ الفكرِ العميق للحركة القرآنية، ولد عام ١٨٦١ بمدينة "أمْرتسر" بالهند، وتُوفِّي في ٢ يونيو عام ١٩٣٦ وكان يُجيدُ اللغات: العربية، والفارسية، والأُرْدية، والبنجابية، والإِنجليزية.
[أ- صلته بأحمد خان]
لقد استفاد الخواجة "أحمد الدين" من نظرياتِ السيد أحمد خان، وإن لَم يَجْعَلْها أساسًا ومركزًا لأفكارِه، لشدَّةِ نَقْدِ العلماءِ لها والنكيرِ على قائلِها آنذاك، فاتَّخذ الخواجةُ جانبَ الحَذَر والحَيْطَة، فلم يَجْهَرْ بما جَهَرَ به السيد "أحمد خان"، وإنما كَنَّى واستعارَ ووَرَّى.
° يقول "ضياء الله" الابن البكر لأحمد الدين الذي رَتَّبَ ترجمةَ حياةِ أبيه حول هذه الصِّلة ما نصه: "يبدو أنَّ أولَ مَن وَضَعَ أساسَ استدلالِه على القرآن الكريم وحده هو "السيد أحمد خان" .. وقد قَضَتْ أفكارُه على الجُمودِ الذي ساوَرَ على عقولِ المسلمين، ثم نَسَجَ على مِنوالِه "عبدُ الله جكرالوي"، وظَلَّ الخواجة مدَّةً يَستفيدُ من أفكارِه وأفكارِ عبدِ الله، ولأفكارِ الأخيرِ تأثيرٌ بالغٌ في تعديل الوضع للسُّنةِ النبويَّة، فأصبح الذين كانوا يُفضِّلونها على القرآن يجعلونها بعدَ القرآن"(١).
ب - صِلته بعبد الله جكرالوي:
اتَّصل "أحمد الدين" لعبد الله منذ أنْ صَدَعَ الأخير بدعوته عام
(١) مجلة "بلاغ" (ص ٨٨) عدد سبتمبر ١٩٣٦ م العدد الخاص بترجمة أحمد الدين.