للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نبيٍّ إلَّا إذا تلا كتابَ الله وقَرَأَ أو حَدَّث وتكلَّم، ألقى الشيطانُ في كتابِ الله الذي تلاه وقرأه، أو في حديثهِ الذي حَدَّث وتكلَّم، فيَنسخُ اللهُ ما يُلقِي الشيطانُ بقوله تعالى: فيُذْهِب اللهُ ما يُلقِي الشيطانُ من ذلك، على لسانِ نبيِّه ويُبطِلُه".

هذا هو المعنى المرادُ من هذه الآية الكريمة، وهي كما ترى ليس فيها إلَّا أن الشيطانَ يُلقِي عند تلاوةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ما يَفتَتِنُ به الذين في قلوبهم مرضٌ، ولكنَّ أعداءَ الدين الذين قَعَدوا له في كلِّ طريق، وترصَّدوا له عند كلِّ مَرْصَد، لا يُرضِيهم إلَّا أن يَدُسُّوا فيه ما ليس منه، ولم يَقُلْه رسولُه، فذَكروا ما ستراه في الرواياتِ الآتية، ممَّا لا يَليقُ بمَقامِ النبوَّةِ والرسالة، وذلك دَيْدَنُهم منذ القديم، كما فَعلوا في غيرِ ما آيةٍ وَرَدَت في غيرِه - صلى الله عليه وسلم - من الأنبياء، كداودَ، وسليمانَ، ويوسفَ عليهم الصلاة والسلام، فرَوَوْا في تفسيرها من الإسرائيلياتِ ما لا يَجوزُ نسبتُه إلى رجلٍ مسلم، فضلاً عن نبيٍّ مُكَرَّم، كما هو مبيَّنٌ في مَحِلِّه من كتب التفاسير والقصص.

فحَذارِ -أيها المسلمُ- أن تَغتَرَّ بشيءٍ منها فتكونَ من الهالكين، و"دع ما يَريبُك إلى ما لا يَريبك" كما قال نبيُّك - صلى الله عليه وسلم -، {وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الحج: ٥٤].

* رواياتُ القِصَّةِ وعِلَلُها:

بعد أن فَرَغْنا من ذِكرِ الفائدةِ التي وَعَدْنا بها، أعودُ إلى ذِكرِ رواياتِ القصةِ التي وَقَفْنا عليها لكي نسرُدَها روايةً روايةً، ونَذكرُ عَقِبَ كل منها ما فيها من علةٍ، فأقول:

<<  <  ج: ص:  >  >>