سابعًا: مفهوم "العصمة" يتضمن إِثباتَ الوحي، وهي متحقِّقةٌ في الإِمام:
° إن مفهومَ "العصمة" متضمِّنٌ معنى "الوحي" من خلال إخبارِه وتصويبِه للمعصوم، فيذكر الدكتور "عبد الهادي الحسني" في كتاب "العصمة" (ص ٧١): "أي: أن الأئمةَ يُوحَى إليهم، وإلا كيف تكونُ العصمة؟! أمَا قال الله -عز وجل- وهو يُخبِرُ عن عصمةِ نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - وكونِها بالوحي-: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (١) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (٢) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} [النجم: ١ - ٣]؟! وهذه هي العصمة؛ ثم قال بعدها مبينًا عِلَّتها وسببَها:{إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} عن طريق جبريل - عليه السلام - الذي أَخبر عنه بقوله تعالى بعدها:{عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى}[النجم: ١ - ٥].
ثامنًا: لم يُثبتوا نزولَ الوحي فقط على الإِمام، بل زادوا عليه:
فقد أثبتوا للأئمةِ نزولَ مَلَكٍ أعظمَ من جبريل - عليه السلام -، فلم يكْتفوا بنزولِ جبريل على الإِمام؛ لأن هذا في نظرهم شيءٌ مشتركٌ بينهم وبين الأنبياء، وبما أنهم يعتقدون علُوَّ منزلة الأئمة على منزلةِ الأنبياء، وأنها أعظمُ منها، فلا بدَّ أن يضيفوا إليها تنزُّلَ ملائكةٍ أعظمَ عن جبريل وميكائيل، فمِن الروايات التي أثبتت ذلك، والتي وردت في كتاب "الكافي" للكليني ما يلي:
١ - عن أبي بَصير قال: "سألت أبا عبد الله - عليه السلام - عن قول الله تبارك
(١) قال محقق الكتاب: "يعني ما غاب عنه في أقطار الأرض وما في عنان السماء، وبالجملة ما دون العرش إلى ما تحت الثرى".