° ونَختمُ الحديثَ عن "جوته" بما قاله في مقدمة كتاب "المحمديات""لديسون" الألماني، والذي عرَّبه عن الفرنسية إلى العربية الكاتبُ الشهير "عمر أبو النصر".
° قال تحت عنوان -نشيد محمد أو فيض الإسلام-:"انظر إلى يُنبوع الجَبَل يضطرِبُ مليئًا صافيًا، كأنما هو شُعاعٌ دُرِّيٌّ فوقَ السُحب، أَرْضَعَتْ ملائكةُ الخيرِ طفولتَه في مَهدِه يومَ كان بين أفلاقِ الصخور المُعْشَوْشِبة، إنه يَنحدرُ من السحابةِ فتيًّا نقيًّا، ثم يَتنزى منها جَذلانَ فَرِحًا، إنه يَسيرُ في الأخاديدِ الوَعْرة، جارِفًا أمامَه مِن ألوان الحَصباءِ ما لا يُحصى، ساحبًا في إثرِه أخواتٍ من العيونِ الثرَّارة، كأنما هو مُرشِدُها الأمين، وأما في الوادي، فالرياحينُ تنبثقُ عند قدميه، والمُروجُ تحيا من أنفاسِه، لا يَثنيه الوادي الظليل، ولا الرياحينُ التي تُطوِّق ساقيه، وتحاولُ أن تَسبِيَه وتستهويَه بلِحاظها الفواتِن".
° إلى أن قال:"وها هو العُبابُ طاميًا زاخرًا، تَرفِدُه الروافدُ، فيَخلعُ في مجراه على الأمصار أسماءَها، وتَنشأ عند أقدامه المُدُنُ، بَيْدَ أنه لا يَني، فلا يَبرحُ هادرًا يَندفعُ، لا يَثنيه ثانٍ، مُخلفًا وراءَه المنائرَ والصروح، نِتاجَ خِصبه وانتاجِه، ذلك هو محمدُ بن عبد الله".
* العلاَّمة ديسون الفرنسي:
° قال في كتابه "المحمديات" تعريب البحَّاثة "عمر أبو النصر"(ص ١٩): "لقد وُلد محمد نبيُّ العرب في قلبِ البلاد العربية عام ٥٧٠ بعدَ المسيح، وتَمكَّن الإسلامُ في أواخِرِ القرن السابع أن يَقتحمَ سوريا وفارسَ