° وعلى رغم إعجاب "جوته" بالإسلام وكتابِه ورسوله، فإنه يُوجِّهُ القَومَ إلى المسلمين لابتعادِهم عن روح الإسلام، ويوجِّهُ هذا اللومَ إلى المسيحيين أيضًا، ويتَّهمهم بالابتعادِ عن روح المسيحية، مقارنًا بين ما كان عليه المسيحيون عند ميلادِ المسيحية، وما صاروا إليه بعد ذلك، عندما تحولت الكنيسةُ إلى سلطةٍ سياسةٍ وانشغلت بجَمع الأموالِ وتملُّكِ الأراضي وبَحثِها عن أمور الدنيا، وهو ينتقذ الانقسامَ الذين حَدَث بين الكاثوليك والبروتستانت، وفي ذلك كَتب في عام ١٨١٦ م يقترح إقامةَ احتفالٍ واحدٍ يَجمعُ المؤمنين بالأديان جميعًا أسماه "احتفال الإنسانية النقية"، وفيه لا يُسأل أحد عن دينه، "الجميع يذهبون يتلمَّسون الضَّوءَ من شُعاع واحد، وتَسمو أرواحُهم، ويتذكَّرُ كلٌّ منهم عِيدَه فيحتفلُ به"(١).
° ولقد كان تأثير "جوته" عظيمًا، وما زال كذلك حتى اليوم، فقد تأثر به الشاعرُ الروسي الكبير "ألكسندر بوشكين"(١٧٩٩ - ١٨٣٧ م)، والشاعرُ البولندي "آدم ميليفكس"(١٧٩٨ - ١٨٥٥)، فكانت أشعارُهما تعكِسُ تعاطُفًا تُجاهَ العالَم الإسلامي، وامتَدت أصداءُ شِعرِ "جوته" إلى آسيا، فتأثَّر به الشاعر والفيلسوف الباكستاني "محمد إقبال"(١٨٧٧ - ١٩٣٨ م)، وله كتابٌ شهير باسم "سفارة الشرق" يعتبرُه النقَّادُ الصَّدى الصافيَ لديوان "الغرب والشرق".