للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* تشويه معنى الشهادة في سبيل الله:

ولم يَنْسَ صاحبُ الفرقان -في غِمارِ حَملتهِ على الجهاد والمجاهدين- أن يُشوِّهَ صورَ الشهيد، وذلك من خلالِ إظهارِ كلِّ مَن يُستشهد في سبيل الله لا يقومُ بعملٍ وطنيٍّ أو دينيٍّ، وإنما "لرغبتهِ الجنسية"، ففي سورة (الروح: ٣: ١) ينكشفُ وبشكلٍ واضحٍ نياتُ هذا الكتابِ والأهدافُ التي ابتغاها مُعِدُّوه، ففيها يتطرَّفون إلى "الشهادة"، ويَعكِسُ مضمونُها هَدفَ المجموعة من ترويج هذا الكتابِ هذه الأيامَ في المناطقِ الفلسطينيةٍ، حيث العملياتُ الاستشهاديةُ التي تُنفِّذُها التنظيمات الفلسطينية في إسرائيل.

تقول السورةُ المشوَّهة والتي لا عَلاقةَ لها بالقرآن: "يا أيها الذين ضلُّوا مِن عبادنا: إذا سُئل أحدُكم عن الروح قال: الروحُ مِن أمرِ ربي، فما أوتيتم من العلم كثيراً أو قليلاً، وما سألتُم أهلَ الذكرِ الذين بَشَّروا بالروح قبل جاهليةِ مِلَّتِكم بمئاتِ السنين، وإذا استُشهدتم في سبيل جَنَّةِ الزنى فقد نَعِمَ كَفَرةُ الرومِ قبلَكم بجنةٍ تجري من تحتها الأنهارُ يَلبسون فيها ثيابًا خُضرًا وحُمرًا متقابِلين ومتكئين على الأرائك يطوفُ عليهم وِلدانٌ ونساءٌ بخمورٍ ولحمِ طيرٍ وما يشتهون وهم الكافرون، وبَزَّت جنَّتهم جنتَّكم التي استُشهدتم في سبيلها فرِحين طمعًا بما وعدتم به من زنًى وفجور .. ".

ولم تَسلَم الجنةُ دارُ النعيم التي أعدَّها اللهُ تعالى لعباده الموحِّدين الصالحين من تحريفِ هؤلاء، فوَصفوا جنةَ المسلمين بأنها مواخرُ للزناة، ومغاوِرُ للقَتَلة، ومَخادعُ رِجسٍ للزانيات، ونُزُلُ دَعارةٍ للسُّكارى والمجرمين، كما في (سورة الكبائر: ٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>