للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (٢٤٩)} [البقرة: ٢٤٩].

• والجهادُ كما أخبَرَ المعصومُ - صلى الله عليه وسلم - ذُروةَ سَنامِ الإسلام، فقال: "رَأسُ الأمْرِ الإسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ" (١).

ويُخْطئ مَن يظنُّ أن الجهادَ في الإسلام هو فقط حَملُ السلاح ضدَّ العدوِّ، وهذا ما يحاولُ أن يروِّجَ له أعداءُ الجهاد، فالجهادُ في الإسلام أشملُ وأعمُّ من هذا، فمن صور الجهاد في الإسلام:

- أن يَعملَ كلٌّ في موقعِه لزيادة الإنتاج، وتحقيقِ ما يُسمَّى بالاكتفاء الذاتي، حتى لا يكونَ المسلمون عالةً على غيرهم.

- الدعوةُ للدين، والردُّ على شبهاتِ المستشرقين والمُلحدِين.

- إعدادُ العُدَّةِ للدفاع عن الدينِ والوطن مِن مطامع المعتدِين، ومِن أعظم صُورِ الجهاد ما قام به عالِمُ الذرَّةِ الباكستاني الدكتور "عبد القدير خان"، الذي ساعَد باكستان لعمل توازنٍ عسكريٍّ مع الهند، ولولا هذا لَنَشِبت حَربٌ بين الدولتين لا يَعلمُ إلاَّ الله كيف ستكون نتائجُها الوخيمةُ على العالَم أجمع.

* فالإعدادُ للقوة قَدْرَ الاستطاعة هو أمرٌ إلهيٌّ، العملُ به هو قِمَّةُ العبادة، قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} [الأنفال: ٦٠].


(١) حديث صحيح: رواه الترمذي في رقم (٢٥٤١)، وقال: هذا حديث حسن صحيح وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجه" (٢/ ٢٣١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>