للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نبُع الهُدى

لفهد بن علي العبودي

منْ أبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَقْرَبُ … لَكَ في قَلبي مَكَانٌ أرْحَبُ

يَا حَبيبًا نَقَشَ الحُبَّ عَلَى … كُلِّ قلب لِلهُدَى يَنْتَسِبُ

قَلبُ مَنْ يَهْوَاكَ قَلب ثَابِتٌ … وَسِوَاهُ بِالهُدَى يَضْطَرِبُ

إِنْ سَلَا قَلبُ امْرِئٍ عَنْ حُبِّه … لَيْسَ يَسْلُو عَنْكَ قَلبٌ قُلَّبُ

قَدْ بَذَرْتَ الحُبَّ فِي أعْمَاقِنَا … مُنْذُ كُنَّا فَهْوَ فِيهَا يخْصُبُ

كلَّمَا لَامَسَهُ مِنْ هَدْيِكُمْ … وَابِل ظَلَّ بِهَا يَعشَوْشِبُ

يَتَنَامَى ذَلِكَ الحُبُّ وِإنْ … بَاعَدَتْ بَيْنَ مُنَانَا الحِقَبُ

يَا رَسُولَ اللهِ يَا خَيْرَ الوَرَى … مُنْذُ كَانَ الخَلقُ حَتَّى يَذْهَبُوا

أَيُّهَا المَبْعُوثُ فِينَا رَحْمَةً … أَنْتَ في الرَّحْمَةِ أُم وَأبُ

لَمْ يَكُنْ لِلعُرْبِ شَأنٌ فِي الدُنا … ئُمَّ لَمّا جِئْتَ عَزَّ العَرَبُ

جِئتَ لِلدُّنْيَا فَضَاءَتْ واهْتَدَتْ … مِثْلَمَا ضَاءَ بِلَيْلٍ كوْكبُ

شَعَّ مِنْ مَكَّةَ نُورٌ وهُدًى … فَاسْتَضَاءَتْ مِنْ سَنَاهُ يثَربُ

واهْتَدَتْ مِنْهُ بِلَاد وقُرًى … مَا طَوَاهُ مَشْرِقٌ أوْ مَغْرِبُ

وَسَعَتْ نَحْوَكَ أَفْواجُهُم … تَسْتَقِي مِنْكَ الهُدَى أَوْ تَشْرَبُ

يَا رَسُولَ اللهِ يَا نَبْعَ الهُدَي … طَابَ لِلأَجْيَالِ مِنْهُ المَشْرَبُ

لَمْ يَزَل نَبْعُكَ عَذْبًا صَافِيًا … كلَّمَا يُنْهَلُ مِنْهُ يَعْذُبُ

لَمْ يَزَل يَسْقِى الَّذِى يَرْتَادُهُ … وَعَلَى طُولِ المَدَى لَا يَنْضُبُ

<<  <  ج: ص:  >  >>