نبُع الهُدى
لفهد بن علي العبودي
منْ أبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَقْرَبُ … لَكَ في قَلبي مَكَانٌ أرْحَبُ
يَا حَبيبًا نَقَشَ الحُبَّ عَلَى … كُلِّ قلب لِلهُدَى يَنْتَسِبُ
قَلبُ مَنْ يَهْوَاكَ قَلب ثَابِتٌ … وَسِوَاهُ بِالهُدَى يَضْطَرِبُ
إِنْ سَلَا قَلبُ امْرِئٍ عَنْ حُبِّه … لَيْسَ يَسْلُو عَنْكَ قَلبٌ قُلَّبُ
قَدْ بَذَرْتَ الحُبَّ فِي أعْمَاقِنَا … مُنْذُ كُنَّا فَهْوَ فِيهَا يخْصُبُ
كلَّمَا لَامَسَهُ مِنْ هَدْيِكُمْ … وَابِل ظَلَّ بِهَا يَعشَوْشِبُ
يَتَنَامَى ذَلِكَ الحُبُّ وِإنْ … بَاعَدَتْ بَيْنَ مُنَانَا الحِقَبُ
يَا رَسُولَ اللهِ يَا خَيْرَ الوَرَى … مُنْذُ كَانَ الخَلقُ حَتَّى يَذْهَبُوا
أَيُّهَا المَبْعُوثُ فِينَا رَحْمَةً … أَنْتَ في الرَّحْمَةِ أُم وَأبُ
لَمْ يَكُنْ لِلعُرْبِ شَأنٌ فِي الدُنا … ئُمَّ لَمّا جِئْتَ عَزَّ العَرَبُ
جِئتَ لِلدُّنْيَا فَضَاءَتْ واهْتَدَتْ … مِثْلَمَا ضَاءَ بِلَيْلٍ كوْكبُ
شَعَّ مِنْ مَكَّةَ نُورٌ وهُدًى … فَاسْتَضَاءَتْ مِنْ سَنَاهُ يثَربُ
واهْتَدَتْ مِنْهُ بِلَاد وقُرًى … مَا طَوَاهُ مَشْرِقٌ أوْ مَغْرِبُ
وَسَعَتْ نَحْوَكَ أَفْواجُهُم … تَسْتَقِي مِنْكَ الهُدَى أَوْ تَشْرَبُ
يَا رَسُولَ اللهِ يَا نَبْعَ الهُدَي … طَابَ لِلأَجْيَالِ مِنْهُ المَشْرَبُ
لَمْ يَزَل نَبْعُكَ عَذْبًا صَافِيًا … كلَّمَا يُنْهَلُ مِنْهُ يَعْذُبُ
لَمْ يَزَل يَسْقِى الَّذِى يَرْتَادُهُ … وَعَلَى طُولِ المَدَى لَا يَنْضُبُ