° قال في كتابه "في سبيل البعث"(ص ٥٣): "حتى الآن كان يُنظرُ إلى حياةِ الرسولِ محمدٍ من الخارج، كصورةٍ رائعةٍ وُجدت لِنعجَبَ بها ونُقدِّسَها، فعلينا أن نبدأَ بالنظرِ إليها من الداخل لنحياها، كلُّ عربيٍّ في الوقت الحاضرِ يَستطيعُ أن يحيا حياةَ الرسول العربي، ولو بنسبةِ الحصاةِ إلى الجبل والقطرةِ إلى البحر، طبيعي أن يَعجِزَ أيُّ رجل مهما بَلغت عظمتُه أن يَعملَ ما عَمِلَ محمدٌ، ولكنْ من الطبيعي أن يستطيعَ أيُّ رجلٍ مهما ضاقت قدرتُه أن يكونَ نموذجًا مصغَّرًا ضئيلاً لمحمدٍ، ما دام ينتسبُ إلى الأُمةِ التي حَشَدت كلَّ قواها فأنجبت محمدًا، أو بالأحرى ما دام هذا الرجلُ فردًا من أفرادِ الأمة التي حَشَد محمدٌ كلَّ قُواه فأنجبها، في وقتٍ مَضَى تلخَّصت في رجلٍ واحدٍ كلُّ حياةِ أمته، واليومَ يجبُ أن تُصبحَ كلُّ حياةٍ هذه الأمةِ في نهضتِها الجديدة تفصيلاً لحياةِ رجلِها العظيم، كان محمدٌ كلَّ العرب، فليكنْ كلُّ العربِ اليوم محمدًا".
° إلى أن قال: "إنَّ الإسلامَ لم يُوجَدْ ليكونَ مقصورًا على العرب، إذا قلنا ذلك ابتعدنا عن الحقِّ وخالَفْنا الواقر، فكلُّ أمةٍ عظيمةٍ عميقةِ الاتصال بمعاني الكونِ الأزلية، تَنزعُ في أصلِ تكوينِها إلى القِيَمِ الخالدةِ الشاملة، والإِسلامُ خيرُ مُفصحٍ عن نزوعِ الأمةِ العربيةِ للخلودِ والشمول، فهو إذًا واقعه عربي، وفي مرامِيه المثاليةِ إنساني، فرسالةُ الإسلامِ إنما هي خُلُق إنسانية عربية.