* السَّمْعُ الصحيح لا يَنفكُّ عن العقلِ الصريح .. والوحيُ هو الحُجَّةُ العُظمى:
° قال الإِمام ابن قيم الجوزية في "مختصر الصواعق المرسلة": "إن الحُجَجَ السَّمْعيَّةَ مطابِقةٌ للمعقول، والسمعَ الصحيحَ لا ينفكُّ عن العقل الصريح، بل هما أَخَوانِ وَصَل الله تعالى بينهما، فقال تعالى: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٢٦)} [الأحقاف: ٢٦].
فذَكَر ماَ يُنال به العلوم، وهي السمعُ والبصرُ والفؤادُ الذي هو مَحِلُّ العقل.
* وقال تعالى: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك: ١٠].
فأَخبروا أنهم خَرجوا عن مُوجِبِ السمع والعقل.
* وقال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} [يونس: ٦٧]، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٤)} [الرعد: ٤ - ٤].
* وقال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: ٢٤].
فدعاهم إلى استماعِه بأسماعِهم وتدبُّرِه بعقولهم.
* ومثلُه قوله: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ} [المؤمنون: ٦٨].
* وقال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق: ٣٧].
فجَمَع سبحانه بينَ السمعِ والعقلِ، وأقام بهما حُجَّته على عبادِه، فلا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute