للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين!! بل وُيلَقَّبون بالكِلاب والكائناتِ الحقيرة (١).

* صَلِيبيَّانِ أرادا سرقةَ جسدِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وضرب نور الدين زَنكي لرقبتَيْهما:

ذَكَر "العماد الحنبلي" في "شَذَرات الذهب" -نقلاً عن المَطَريِّ في كتابه "تاريخِ المدينةِ"-: "أن السلطان "محمودًا" (٢) رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلةٍ واحدةٍ ثلاث مراتٍ، وهو يقول له في كل واحدةٍ منها: "يا محمود، أنقِذْني مِن هَذيْنِ الشخصيْن" -لشخصيْن أشقَرينِ تُجاهه-، فاستحضَرَ وزيرَه قبلَ الصبح، فأخبره، فقال له: هذا أمر حَدَث في مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس له غيرُك، فتجهَّزَ نورُ الدين، وخَرَج على عَجَل بمقدارِ ألفِ راحلةٍ وما يتَبعُها مِن خيل وغيرِ ذلك، دَخَل المدينةَ على غَفلةٍ، فلما زار، طَلَبَ الناسَ عامةً للصَّدَقة، وقال: لا يَبقي بالمدينةِ أحدٌ إلاَّ جاء، فلم يَبقَ إلاَّ رجلانِ مُجاوِرانِ من أهل الأندلس نازِلانِ في الناحية التي قِبلةَ حُجْرَةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من خارج المسجدِ عند دارِ آل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .. قالا-: نحنُ في كفاية .. فَجَدَّ في طلبِهما حتى جِيءَ بهما، فلما رآهما قال للوزير: هما هذانِ .. فسألهما عن حالهما وما جاء بهما؟ فقالا: لِمجاورةِ النبي- صلى الله عليه وسلم - .. فكرر السؤالَ عليهما حتى أفضي إلى العقوبة، فأقرا أنهما من النصَارى، وصلا لكي يَنقِلا النبي- صلى الله عليه وسلم -مِنْ هذه الحجرةِ الشريفة، ووَجَدهما قد حَفَرا نَقْبًا تحتَ الأرضِ مِن تحتِ حائطِ المسجد القِبْلِي، ويجعلانِ الترابَ في بئر عندهما في البيت.

فضَرَب أعناقَهما عند الشُّباكِ الذي في شَرقِيِّ حُجرةِ النبي - صلى الله عليه وسلم - خارجَ المسجد، ورَكِبَ مُتَوَجِّهًا إلى الشام راجعًا، فصاحَ بهِ مَن كان نازلاً خارج


(١) المصدر السابق ص (٣٠).
(٢) أي: نور الدين محمود زنكي.

<<  <  ج: ص:  >  >>