للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والاتصافِ بها من أجل كَونِ اللَّهِ يسمَّى بالولي الحميد.

فخاتم الرسل من حيثُ ولايتِه، نِسبتُه مع الختم للولاية مِثلُ نسبةِ الأنبياء والرسلِ معه، فإنه الوليُّ الرسولُ النبي.

° وخاتمُ الأولياء: الوليُّ الوارث، الآخِذُ عن الأصل المشاهِد للمراتب، وهو حَسنةٌ من حسنات خاتم الرسل محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، مقدَّمِ الجماعة، وسيِّدِ ولدِ آدمَ في فتح باب الشفاعة، فعيَّن بشفاعته حالاً خاصًّا ما عمم، وفي هذه الحال الخاص تقدَّم على الأسماءِ الإلهية؛ فإنَّ الرحمنَ ما شَفَع عند المنتقم في أهلِ النبلاء إلاَّ بعد شفاعةِ الشافعين، ففاز مُحمَّدٌ بالسيادة في هذه المقام الخاص.

فمن فَهم المراتبَ والمقامات لَم يَعسُرْ عليه قبولُ مثلِ هذا الكلام" اهـ.

* بطلانُ مذهب ابن عربي:

فهذا "الفصُّ" قد ذَكر فيه حقيقةَ مذهبِه التي يبني عليها سائرَ كلامه، فتدبر ما فيه من الكفر الذي: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا} [مريم: ٩٠]، وما فيه من جَحدِ خلقِ الله وأمره، وجُحودِ ربوبيتِهِ وألوهيتِهِ وشَتْمِه وسَبِّه، وما فيه من الإزراء برُسُله، وصِدِّيقِيهِ، والتقدُّمِ عليهم بالدعاوَى الكاذبة، التي ليس عليها حُجَّة، بل هي معلومةُ الفساد بأدنى عقل وإيمانٍ وأيسرِ ماْ يُسمَعُ من كتابٍ وقرآن، وجَعَل الكفارَ والمنافقين والفراعنةَ هم أهلُ الله وخاصَّته أهلَ الكشوف، وذلك باطلٌ من وجوه:

أحدها: أنه أثبت له عَينًا ثابتةً قبلَ وجودِه ولسائرِ الموجودات، وإن ذلك ثابتٌ له ولسائرِ أحوالِه، وكل ما كان موجودًا من الأعيان والصفات

<<  <  ج: ص:  >  >>