للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* عبدُ الكريم الجَيْلي، يَزعمُ ويَفتري أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يظهرُ في الكنائس وفي صُورِ مشايخه:

° قال شيخُ الإِسلام ابنُ تيمية: "وبالجُملة فهو -يعني: ابنَ عربيٍّ- لم يَتَّبع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في شيءٍ، فإنه أَخذَ -بزعمه- عن الله ما هو متابعٌ فيه في الظاهر، كما يوافق المجتهدُ الرسولَ، فليس عنده شيء من اتِّباعِ الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - والتلقِّي عنه شيءٌ أصلاً، لا في الحقائقِ الخَبَريَّة، ولا في الحقائقِ الشرعيَّة" (١).

فَبعَد أن زَعَم ابنُ عربيٍّ وجودَ أنبياءَ بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - سَمَّاهم "أنبياء الأولياء"، لا يَتَّبِعون الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - في شيءٍ ممَّا جاء به .. جاء بعده عبدُ الكريم الجَيْلي بفِرْيةٍ أعظمَ مما جاء به ابنُ عربيٍّ، فليس جميعُ بني آدم يمكنُ أن يكونوا أنبياءَ فحسب، بل يمكنُ أن تتقمَّصَ روحُ النبيِّ الخاتمِ - صلى الله عليه وسلم - أرواحَ مشايخِ الصوفية، ويَتصوَّرُ بصورِهم، بحيث إذا قال هذا الصوفيُّ: "أنا رسولُ الله"، يجبُ أن يُصَدَّق، بل وَصَل عند الجَيليِّ الاستهزاءُ والاستخفافُ بشخصِ الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - حيث جَعَل النبي - صلى الله عليه وسلم - يظهرُ في الكنائسِ .. إلى غير ذلك من أنواعِ الكفرِ والإِلحاد.

° يقول الجَيْلي: "أعلَمْ -حَفظك الله- أن الإنسانَ الكاملَ هو القُطبُ الذي تدور عليه أفلاكُ الوجودِ من أوَّله إلى آخِره، وهو واحدٌ منذ كان الوجود إلى أبدِ الآبدين، ثم تَنوَّع في ملابس، ويَظهرُ في كنائس، فيسمَّى به باعتبارِ لباس، ولا يُسمى به باعتبارِ لباسٍ آخر؛ فاسمه الأصليُّ الذي هو له


(١) "نقض المنطق" لابن تيمية (ص ١٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>