من التحصُّنِ في قلعة الآراء المتعصبِّةِ والأفكارِ الخاطئةِ عن الآخرين، وما زلنا في أيامِنا هذه نُعَلِّق على القَسِّ النصراني في بلاد الإسلام الذي عنده نفسُ الموقفِ الذي تبنَّاه "بيير باسكاسيو" في القَرنِ الثالثَ عَشَرَ، والجديدُ في الأسطورة كالتي حُكيت بواسطة "باسكاسيو" أن مَجِيءَ "سرجيوس" إلى روما وأطماعَه في أكبرِ شرفٍ دينيٍّ على سبيل المثال، أن يكونَ كاردينالاً أوْ ربما يكونُ هو البابا.
سرجيوس -أو بحيرى- لم يَعُدِ الراهبَ النصراني الذي يَعيشُ في صَومعتِه على الطريق المؤدي إلى "مكةَ "أو "تَيماء"، أو في جَبَل سَيناء، ولكنه رجل دين ذهب إلى روما لينالَ مكانةً كَنَسِيَّةً عاليةً، ويَذيعَ له صِيتٌ، ومات ولم يَحصُلْ على شيءٍ من ذلك، فأراد أن ينتقمَ لنفسه، فعمل خُطةً ليزرعَ الشِّقاقَ في عُقرِ دارِ النصرانية.
(٩) و"تومازو تيسكو" كَتَب في ١٧٢٨ م قصة ادَّعي فيها أنَّه استعارَها من كتابٍ موجودٍ في كنيسةٍ في "بولونيا" شمالَ إيطاليا، روايتُه عن رواية باسكاسيو، إلاَّ في عِدَّة نِقاطٍ فرعيةٍ، وبعض الإضافات لها أهمية قليلة.
(١٠) وفي هذه الآوِنة، لم تَهتمَ الأسطورةُ بوَصفِ القَس الذي جاء إلى رُوما لينالَ مكانةً دينيةً رفيعةً وسُمعةً، وأصبح بعد ذلك محرضًا على الانشقاق، إذن الأسطورةُ أخذت شكلاً آخر، ولم تَجعل من هذا الراهبِ أنه معلِّمُ محمدٍ وأستاذُه، ولكن هو محمدٌ بنفسه!.
في هذا الشكل الجديد، أعطَوا لمحمدٍ اسم "نيكولا" في روايةِ "ليبر نيكولاي".