محمدٍ الذي لم يَقتبسْ منه حِدَّةَ الذكاء ولا التدين، ولكن فقط المَيلُ إلى قَطع الطريق.
وقال:"إن سرجيوس كان يَعلَمُ كل الطرقِ والمسالِكِ في الجزيرة، وعندما بدؤوا مشاريعَهم لجؤوا إلى استخدام الحِيَل، كان يَدُسُّ بَيضَ النَّعام المملوءَ بالماءِ في الرمال، ويُعطيها لأصحابه لكي يَشرَبوا عندما يشعرون بالعطش، والناسُ الذين نَهَبَهم قُطَاعُ الطريق لمِ يَتْبَعُوهم، وأنهم يموتون في وسطِ الصحراء من العطش، ولكنْ عندما يرَون قُطَاعَ الطريقِ يعودون أصحَّاءَ، يعتقدون في هذه المعجزة، وهذا زاد من صيتِ محمدٍ".
وقال بيير باسكاسيو:"بواسطة سرجيوس تَفهمُ أيَّ نوع من الناس كان أوائلُ الأتْباع لمحمد، وأيَّ دِينٍ من الصحَّةِ البدنيَّةِ والروحية نادَى به إذن".
بالنسبة لبسكاسيو ربما كان سرجيوس هو بحيرى نفسه، وفي نظره لم يكن راهبًا، ولم يكن في صومعةٍ، ولكن كان قائدًا ماهِرًا في قَطع الطريق.
لقد ألَّف باسكاسيو الروايةَ كلَّها، والتي استعار فيها القَصَصَ من سابِقِيه الأوربيين، وبالرغم من أنه ادَّعي أنه لَجَأ إلى المصادر الإسلامية، ولكن لا يُوجدُ بُرهانٌ على ذلك، فروايتُه تُظهِرُ تخيُّلاً باطلاً بالكامل، بالرغم من أنه عاش بين المسلمين، وفي قلبِ المملكةِ الإسلامية في "غرناطة" التي ظَلت مسلمةَ حتى نهايةِ السيطرة الإسلاميةِ على أسبانيا في عام ١٤٩٢ م.
إنه نَسِي أنه عاش يومًا بينهم، وكان في متناوَلِ يديه جميعُ أنواع الكُتبِ والوثائق، وكان لديه الفرصةُ أن يُطيلَ الحديثَ عن العلوم الإسلامية ليعرفَ جيدًا حقيقةَ الإسلام، أو حتى يكونَ لديه فكرةٌ قريبةٌ من الحقيقة بدلاً