للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للنصرانية، فنزل بينهم وعاش في صومعةٍ في مكانٍ منعزل، وبعد بُرهةٍ قابَلَ الشاب محمدًا الذي كان يرعى الإبل، وعندما رآه يَتمتَعُ بهيئةٍ جميلةٍ وذَكاءٍ، وعَلَّمه أشياءَ كثيرةً، وعندما تأكَّد بأنه قد استولي على لُبِّه وَعَدَه بأن يجعلَه أميرًا لهذه البلدة وما حولها، وطَلَب منه أن يطيعَه في كلِّ شيءٍ، فوافق محمد على هذا، وكان بحيرى الراهب خبيرًا بتحضيرِ الأرواح والفَلَكِ واللغات، وفي هذا الوقتِ مات مَلِكُ تلك المنطقةِ بدون أن يتركَ وريثًا له، ونَشَب الشقاق بين الناس، ولجأ الكِبار إلى الراهبِ لكي يُخمِدَ هذه الفتنةَ، فردَّ عليهم أنه سيَستدعيهم إليهِ خلالَ ثمانيةِ أيام.

وخلال هذه الفترةِ اتَّفق مع محمدٍ، ودبَّرا حيلةَ "اليمامة"، وقصةَ "الثور الأبيض"، وعندما عاد الناسُ إليه اقترح عليهم أن يختاروا رجلاً يكونُ بعد ذلك مَلِكًا عليهم، ولكنه يكون قادرًا على أن يَتصدَّى لثورٍ هائجٍ يجري بين الجبال، ومحمدٌ الذي تدرَّب على الثورِ هو الوحيدُ الذي رَوَّضه، وأتى به للناسِ الذين أنهِكت قواهم، وتَعطَّشوِا لصيدِ الثور، وأظهر لهم جَدولَ الماءِ الصافي الذي وضع فيه القِرَب، واهتمَّ بإخفائه، ولهذا اختارَ القومُ محمدًا مَلِكًا عليهم.

ولقد نَشَر محمدٌ شريعتَه التي تَخدُم الربَّ، وأيضًا لشهوةٍ، وبمساعدةِ الراهب اخترع القرآنَ الذي وَضَعه على قَرنِ الثور، وعنده كانت "اليمامةُ المدرَّبة" بواسطته، وجَعَل الناسَ يعتقدون فيها بأنها الوحيُ التي تُوحي إليه في أذنه.

في هذه القصة لم يذكر "بيير باسكاسيو" اسمَ الراهب، ولكنه قال أبعدَ من ذلك في "كتب المسلمين"، وذكر "سرجيوس" النصراني صاحبَ

<<  <  ج: ص:  >  >>