فديتُ أكرم هادٍ (١)
د/ عبد الرحمن العشماوي - الرياض
يَا بِنَفْسِي فَدَيْتُ خَيْرَ نَبِيٍّ … وَبِرُوحِي فدَيْتُ أكرَمَ هَادِي
وَبِشَعْرِي نَافَحْتُ عَنْهُ ابْتِغَاءً … لِمَقَامٍ النَّجَاةِ يَوْمَ التَّنَادِي
دُونَ عِرْضِ النَّبِيِّ، عِرْضِي وَوَجْهِي … وَحَيَاتِي وَطَارِفِي وَتِلَادِي
صُورَةُ المُصْطَفَى تُضِيءُ بِهَدْي … وَيَقِينٍ وحكْمَةٍ وسَدَادِ
نَوَّرَ اللهُ وَجْهَهُ، فَهْوَ بَدْرٌ … يَتَجَلَّى لِحَاضِرٍ وَلِبَادِي
صُورَةُ المُصْطَفَى أجلُّ وَأسْمَى … مِنْ يَد لُوثتْ بِشَرِّ مَدَادِ
أَيْنَ أَهْلُ الفِرْدَوْسِ مَنْ أَهْلِ كُفْرٍ … وَضَلَالٍ وغَفْلَة وَعِنَادِ؟!
إِنهُ المُصْطَفَى الحَبيبُ تَسَامَى … وَهْوَ حَيٌّ عَنْ سَورَة الأحْقَادِ
هَوَ -واللهِ- فِي السَّمَاءِ مُقِيم … فِي الرفِيقِ الأعْلَى، رَفيعُ العمَادِ
فِي المَقَامِ المَحْمُودِ عِنْدَ إِلَه … صَانَهُ مِنْ تَآمُرِ الحُسَّادِ
شَاتِمُ المُصْطَفَى سَيَشْرَبُ نَارًا … وَسَيَصْلَى بِجَمْرِهَا الوَقَّادِ
كلَّمَا حَاوَلَ القِيَامَ تَرَاخَى … وَتَهاوَى، فَوَجْهُهُ فِي الرمَادِ
خَسِرَ الكَافِرُ المُعَانِدُ دنيَا … قَبْلَ أُخْرَى، وَذَاقَ طَعْمَ الكَسَادِ
إِنْ تَمَادَى فَسَوْفَ يَشْرَبُ كَأسًا … مِنْ صَدِيدٍ جَزَاءَ هَذَا التَّمَادِي
* * *
(١) "المجلة العربية" - العدد (٣٤٩) - (ص ١٢١).