الذَّوَّادَةُ
ذَوْدًا عن حياض المصطفى بأبي هو وأمي الَّتي وَلَغَت فِيها كلابُ الدِّانِمَرْكِ
سعد بن ثقل العجمي
السَّيفُ أشْهرَ واللُّيُوثُ ضَوَارِي … ذَوَّادَةً عَنْ سَيِّدِ الأبْرَارِ
يَا قَائِدَ الأحْرَارِ دُونَكَ أُمَة … فَاقْذِفْ بُجندِكَ سَاحَةَ الكُفارِ
واضْربْ بنا لُجَجَ المَهَالِك غاضِبًا … حَتَّى تُرَكِّع سَطوَةَ التَيَارِ
وَتَقحَّمَنَّ بِنَا الحُتُوفَ تغَطرُسًا … فَهِيَ الحَيَاةُ بِشِرْعَة الأحْرَارِ
الفُرْسُ والرُّومُ العُلُوجُ تَذَمَّرُوا … مِنَّا فَكيفَ بـ (إخْوَةِ الأَبْقَارِ)؟
دَنِمَرْكُ قَدْ خُضْتِ الهَلاكِ حَماقَةً … والآنَ صِرْتِ بِقَبْضَةِ الجَبَّار
دَنِمَرْكُ يَا بنْتَ الصَّلِيبِ تَجَهَّزِي … فَلَيَخْطِبَنَّكِ قَاصِفُ الأعْمَارِ
دَنِمَرْكُ هَلْ تَسْتَهْزِئِين بأعْظَم الـ … عُظَمَاء فِي بَلهٍ وَفِي اسْتِهْتَارِ
أَوَ مَا عَلِمْتِ بأنَّهُ قَادَ الوَرَى … لِلمَجْدَ لِلعَليْاءِ لِلإعْمَارِ
أَعْلَى بِنَاءَ حَضَارَة قُدْسِيةٍ … والغَرْبُ كَانَ حَبِيسَ جُرْف هَارِ
شَهِدَ الفَلاسِفَةُ العظَامُ بأنَّهُ … رَبُّ النُّهَى ومُؤَدْلِجُ الأفكَارِ
وإذَا أتَى الأرْضَ الخَرَابَ تَزَيَّنَتْ … لِقدُومِهِ بأطَايب الأزْهَارِ
وَجَرَى عَلَيْهَا مِنْ نَمِيرِ عَطَائِهِ … مَاءُ الحَيَاةِ زَبَرْجَدًا ودَرَارِي
وإذا تَبَسَّمَ فَالصَّبَاحُ بِثغْرِهِ … سَحَرَ القُلُوبَ ولَيْسَ بِالسَّحَّارِ
وإذا غَزَا فالرِّفْقُ يَغْزو قَبْلَهُ … والرِّفقُ أعْتَى جَحْفَلٍ جَرَّارِ