للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذَّوَّادَةُ

ذَوْدًا عن حياض المصطفى بأبي هو وأمي الَّتي وَلَغَت فِيها كلابُ الدِّانِمَرْكِ

سعد بن ثقل العجمي

السَّيفُ أشْهرَ واللُّيُوثُ ضَوَارِي … ذَوَّادَةً عَنْ سَيِّدِ الأبْرَارِ

يَا قَائِدَ الأحْرَارِ دُونَكَ أُمَة … فَاقْذِفْ بُجندِكَ سَاحَةَ الكُفارِ

واضْربْ بنا لُجَجَ المَهَالِك غاضِبًا … حَتَّى تُرَكِّع سَطوَةَ التَيَارِ

وَتَقحَّمَنَّ بِنَا الحُتُوفَ تغَطرُسًا … فَهِيَ الحَيَاةُ بِشِرْعَة الأحْرَارِ

الفُرْسُ والرُّومُ العُلُوجُ تَذَمَّرُوا … مِنَّا فَكيفَ بـ (إخْوَةِ الأَبْقَارِ)؟

دَنِمَرْكُ قَدْ خُضْتِ الهَلاكِ حَماقَةً … والآنَ صِرْتِ بِقَبْضَةِ الجَبَّار

دَنِمَرْكُ يَا بنْتَ الصَّلِيبِ تَجَهَّزِي … فَلَيَخْطِبَنَّكِ قَاصِفُ الأعْمَارِ

دَنِمَرْكُ هَلْ تَسْتَهْزِئِين بأعْظَم الـ … عُظَمَاء فِي بَلهٍ وَفِي اسْتِهْتَارِ

أَوَ مَا عَلِمْتِ بأنَّهُ قَادَ الوَرَى … لِلمَجْدَ لِلعَليْاءِ لِلإعْمَارِ

أَعْلَى بِنَاءَ حَضَارَة قُدْسِيةٍ … والغَرْبُ كَانَ حَبِيسَ جُرْف هَارِ

شَهِدَ الفَلاسِفَةُ العظَامُ بأنَّهُ … رَبُّ النُّهَى ومُؤَدْلِجُ الأفكَارِ

وإذَا أتَى الأرْضَ الخَرَابَ تَزَيَّنَتْ … لِقدُومِهِ بأطَايب الأزْهَارِ

وَجَرَى عَلَيْهَا مِنْ نَمِيرِ عَطَائِهِ … مَاءُ الحَيَاةِ زَبَرْجَدًا ودَرَارِي

وإذا تَبَسَّمَ فَالصَّبَاحُ بِثغْرِهِ … سَحَرَ القُلُوبَ ولَيْسَ بِالسَّحَّارِ

وإذا غَزَا فالرِّفْقُ يَغْزو قَبْلَهُ … والرِّفقُ أعْتَى جَحْفَلٍ جَرَّارِ

<<  <  ج: ص:  >  >>