للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبين الإِسلام واليهودية والمسيحية والبُوذية (١).

فما دام "أبو شادي" أحدَ دُعاةِ توحيدِ الأديان، فلا يُهمُّه أن يَتَّهمَ أبا هريرة وأنسَ بنَ مالكٍ وعَبدَ اللهِ بنَ عباسٍ بوَضع الحديث على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -حاشا أن يكونوا كذلك-، ونِسبتُه إليه كَذِبًا وزورًا فيقول: "وقد خُدع بهم بـ "الزنادقة" عددٌ من المسلمين المتقدِّمين، ناهِيكَ بِغَفلةِ أمثالِ أبي هريرةَ وأنسِ بنِ مالكٍ وعبدِ الله بنِ عباس، وكلُّهم انتَحَلوا الأحاديث، وتأثَّروا بالإسرائيلياتِ الغريبة" (٢).

° الدكتور إِسماعيل أدهم (١٩١١ - ١٩٤٠):

كاتبٌ تُركيٌّ، وُلد بالإِسكندرية، ونال الدكتوراة في العلوم من "جامعة موسكو"، وكان عُضوًا مراسلاً في "أكاديمية العلوم السوفيتية"، وعَمِل مُدرِّسًا للرياضيات لبعضِ الوقتِ في جامعة "سان بطرُسْبرج"، ثم في "معهد أتاتورك" بأنقرة، ثم عاد إلى مصر، فاتَّجه إلى البحثِ في الأدب والتاريخ، أُصيب في أواخِرِ حياته بالسِّلِّ، فمات منتحرًا (٣).

نَشَر الشابُّ كتابًا عام ١٣٥٣ هـ تحت عنوان "مصادر التاريخ الإِسلامي"، أَعلَن فيه أن هذه الثروةَ الغاليةَ من السُّنة، التي تَضُمُّها كتبُ الصِّحاح، ليست ثابتةَ الأصول والدعائم، بل هي مشكوكٌ فيها، يَغلِبُ عليها صِفةُ الوضع، وكان الدكتور يأخذُ كتابَه مَلزَمةً مَلزَمةً، خشيةَ أن يَطَّلعَ عليه أحدٌ فيحاسبَه، غيرَ أن "الأزهر" -فيما يبدو- لم يكن قد أُصيب بالهَرَمِ


(١) "ثورة الإِسلام" (ص ١٣١).
(٢) "ثورة الإِسلام" (ص ١٧٤).
(٣) انظر لمزيد من المعلومات عنه "الموسوعة العربية الميسرة" (ص ١٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>