الثلاثة التي انتَشرت من مصرَ وسوريا وبلاد العرب إلى كلّ بِقاع الأرضِ، وأنه خاتم الأنبياء واللَّبِنةُ الأخيرة" (١).
كَذب "هامر" حين قال عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "على الرغم من ضلال شهوانيته"، فالمعروف أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - قد تزوَّج "خديجة" - رضي الله عنها - التي كانت تكبرُهُ بسنواتٍ، وعمرة خمسةٌ وعشرون عامًا، وكان قد سبق لها أن تزوَّجت قبل ذلك مرَّتين، وظَلَّت له زوجةً وحيدةً إلى أن ماتت بعد أن أمضى معها ثمانيةً وعشرين عامًا، وبعد ذلك -أي: وهو في العقدِ السادس من عُمرِه- تزوَّج "سَودةَ بنتَ زَمْعة" - رضي الله عنها - أرملةَ أحدِ صحابته، ثم تزوج باقي نسائِه لأسبابٍ إنسانيةٍ نبيلةٍ، أو أهدافٍ تشريعية، فأين هنا ضلال شهوانيته المزعوم؟!.
أما الثأرُ لشرفه المهان وحِدَّة الطبع .. إلخ، فهذا لم يعرَفْ عنه إطلاقًا، فقد كان (رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) تمكَّن من أهل مكةَ الذين لاقي هو وأصحابُه على أيديهم الأمَرينِ، وكان يستطيعُ أن يَجمَعَهم ويأمرَ بقتلِهم جزاءً وِفاقًا على ما اقترفوه في حقِّه وحقِّ أصحابه من جرائم، ولكنه عفا عنهم يومَ "فتح مكة" عَفوًا مطلقًا، وقال قولَته الشهيرة: "اذهبوا فأنتم الطُّلَقاء".
* توماس كارلايل- أو كارليل- (١٧٩٥ - ١٨٨١):
هو المؤرِّخُ الإنجليزى وأحد فلاسفة الحضارة "كارليل" أصدر عام ١٨٤٠ كتابَه الشهير "حول الأبطال وتقدير الأبطال" الذي خَصَّص فيه المحاضرةَ الثانيةَ للحديث عن محمدٍ وعن الإسلام، و"كارلايل" لا يَعتبِر