ففي الشيشانِ -التي لا يَزيدُ تِعدادُ سكَّانها عن مليونَ وثلاثِمئةِ ألفِ نسمةٍ - قَتَل الروسُ منهم أربعين ألفَ مدنيٍّ، وفُقد ألفانِ من السكان، ألقت المخابراتُ الروسيةُ القبضَ عليهم في بيوتهم وفي الشوارع، ولم يُعرف مصيرُهم حتى هذه اللحظة.
وعلاوةً على القتلى، خَلَّفت الحربُ ٧٤ ألف مُعاقٍ منهم ١٩ ألف طفل، وفَقد منهم ألفانِ حاسةَ الأبصار، وألف وخَمْسُمئةِ فَقدوا السمعَ والنطق، وفي الشيشان ١٢ ألف طفل يتيم فقدوا آباءهم، ومن الشيشانيين ٣٥% دُمِّرت منازلهم، فأصبحوا بلا مأوًى، و ٨٥% لا يَجِدون عَمَلاً، وبين كلِّ عَشَرةِ أُسر شيشانيةٍ هناك تسعةُ أُسَرٍ لا تجدُ ما يكفي لطعامها اليومي، وبدأ الناسُ بالفعل يأكلون عَلَفَ الماشية، فقد دَمَّرت الحربُ المصانعَ وقَتلت معظمَ حيوانات المزارع.
كان تدميرُ النظامِ التعليميِّ أولَ ما استهدفته القواتُ الروسية في الحرب، فقد دُمِّرت الجامعةُ الشيشانيةُ إلى جانب ثمانيةِ معاهدَ فنيةٍ للدراسات العليا، وأربعةِ مدارسَ فنيةٍ متوسطة، وأربعةِ مراكزَ للأبحاث، إلى جانب التدميرِ المتعمَّدِ لقاعاتِ المحاضراتِ والأرشيفِ الوطنيِّ والمُتحَفِ الوطني.