منه في حدائقَ لوَّثت الهواءَ والتربةَ، وأحدثت كارثةً بيئيةً لا تقل عن كارثةِ الكويت في حربِ الخليج الثانية.
وتدهورت الأوضاع الصحيةُ للشعب الشيشانى، خصوصًا بين الفئات الضعيفة والأكثرِ فقرًا من النساء والأطفال وكبارِ السنن، نتيجةً لسوءِ التغذية وتدنِّي الخدماتِ الصحيةِ، وافتقادِ النظافةِ والمَرافقِ الصحية، والتلوُّثِ البيئي الذي أصاب المياهَ والهواء.
ولذلك ارتفعت نسبةُ الوَفَياتِ بين الأطفال (١٢٠ من كل ألفِ طفل يموتون)، وطبقًا لأبحاثِ دوليةٍ أُجريت، وُجد أن كل ثاني طفل مولودٍ يموتُ في شهرِه الأول، وأن الأطفالَ الشيشانيين يُعانون من الأنيميا وفُقدانِ سوائل الجسم، وُيولدُ كثرةٌ من الأطفالَ مرضى وضعافَ البِنيةِ ومشوَّهين.
وهناك قصور في الخِدماتِ الصحيةِ للحوامل والتوليد، فقد دَمَّر الروسُ المستشفياتِ متعمَّدين، ولا توجدُ في المستشفيات الباقيةِ سوى (٦، ٦%) من الاحتياجاتِ المطلوبة للأطفال.
وفي السنتين السابقتين للجولة الثانية من الحرب، انخَفَض معدلُ المواليد مرتينِ ونصفَ مرةِ عن معدَّلاتها الطبيعية السابقة.
ويوجدُ نَقصٌ هائل في الأدويةِ والأدواتِ الطبيةِ، حتى أصبحت الحُقنةُ الواحدةُ يتكررُ استخدامُها لمرضى آخَرين.
وهناك يأس عامٌّ ورعبٌ دفينٌ يُطِلُّ من عيونِ الأطفال الذين رَوَّعتهم أحداثُ الحربِ واجتثَّتهم من بيوتِهم وحياتِهم المستقرة، وألقت بهم في الملاجئ وأصبحت الكثرةُ الغالبةُ منهم لا يَعرِفون طريقَهم إلى المدارس