كما قُتل الحلاَّج، وقد اتَّبعَه جماعة من الجَهَلة ببغداد، وصَدَّقوه في دَعْواه الرُّبوبية، وأن أرواحَ الأنبياءِ والصدِّيقين انتقلت إليهم، ووُجِد في منزله كتبٌ تدلُّ على ذلك".
* قُرَّة العين، غانيةُ "البابية"، والداعية إِلى نَسخِ الشريعة المحمدية:
هذه البَغِيُّ الكافرةُ أولُ مَن دَعَتِ البابيِّين إلى نَسخِ الشريعة، وخَطَبت بذلك في مؤتمرَ "بدشت".
° وذَكَر خُطبتَها "محمد مهدي خان" في كتابه "تاريخ البابية" أنها خَطَبت بذلك قائلةً: "أيها الأحباب والأغيار، اعلَموا أن أحكامَ الشريعةِ المحمَّدية قد نُسِخت الآنَ بظهورِ الباب، وأن أحكامَ الشريعةِ الجديدةِ البابية لم تَصِلْ إلينا، وأنَّ اشتغالَكم الآن بالصوم والصلاة والزكاة -وسائرِ ما أتى به محمدٌ كلُّه- عملٌ لَغوٌ وفعلٌ باطل، ولا يَعملُ بها بعدَ الآن إلاَّ كلُّ غافلٍ وجاهل .. إنَّ مولانا "الباب" سيَفتح البلادَ، ويُسخِّرُ العبادَ، وستَخضعُ له الأقاليم السَّبعةُ المسكونة، وسيُوحِّد الأديانَ الموجودةَ على وجهِ البسيطة، حتى لا يَبقى إلاَّ دينٌ وحد، وذلك الدينُ هو دينُه الجديد وشَرعُه الحديث الذي لم يَصِلْ إلينا إلى الآن منه إلاَّ نَزْرٌ يسير، فبِناءً على ذلك أقولُ لكم: لا أَمْرَ اليومَ ولا نَهْيَ ولا تعنيف، وإننا نحن الآنَ في زمنِ الفترة، فاخرجوا من الوحدة إلى الكثرة، ومَزِّقوا هذا الحجاب الحاجزَ بينكم وبين نسائِكم بأن تشارِكوهنَّ بالأعمال، وتقاسِموهنَّ بالأفعال، وواصلوهُنَّ بعد السَّلْوَة، وأخرِجُوهنَّ من الخَلْوة إلى الجَلْوة، فما هُنَّ إلاَّ زهرةُ الحياة الدنيا، وإنَّ الزَّهرة لا بدَّ من قَطْفِها وَشمِّها؛ لأنها خُلِقت للضَّمِّ وللشَّمِّ، ولا ينبغي أنْ